لدينا مصادر مهمة عن عهد الملك العظيم تحتمس الثالث المعروف بإسم نابليون العصر القديم، وعن الحياة الاجتماعية في ذلك الوقت. فقد كان الملك يعيش داخل قصره في منف. وكانت صحراء منف مجالاً لتدريب الأمراء علي فنون القتال. وكانت الوزارة تعيش في منف مع الملك. أما طيبة، أي الأقصر، فكانت مقر الإله الأعظم آمون والذي تمت عبادته داخل معبد الكرنك. وكان الملك يحضر إلي طيبة خلال الأعياد والاحتفالات الدينية. أما أهم المصادر التي تمدنا بمعلومات مهمة عن هذه الحقبة جاء من خلال مدير بيت الوزير المعروف باسم أمنمحات. وكان رجلاً ثريًا ودفن داخل مقبرته بالبر الغربي بطيبة. وترك هذا الرجل نقوشًا مهمة داخل المقبرة. ويشير إلي أنه كان يدير ضياع رئيس وزراء مصر. وقد أعطي له الحرية الكاملة والتصرف في كل أمور ما يملك. ويشير في نصوص المقبرة إلي أنه كان يراعي الفقير مثل الغني. ويعدد لنا ممتلكات رئيس الوزراء من ذهب وفضة وأحجار كريمة. وكان مسؤولاً عن الإشراف علي صنع تماثيل كي توضع داخل القصر. وأقام حديقة جميلة بها كل أنواع الزهور والأشجار. ويشير هذا النص إلي الثراء الذي كان عليه الرجل الذي يلي الملك والملقب برئيس الوزراء وكيف أنه اختار أمنمحات ليدير كل أملاكه في نفس الوقت.ونعرف أن هذا الرجل المسؤول قد أصبح ثريًا مثل سيده. ويشير النص أيضًا إلي حياة هذا الرجل والقصور التي كان يتم بناؤها. وإذا نظرنا إلي منازل الطبقة العليا، فسوف نجد أن منازلهم كانت تتكون من طابقين. وكان الطابق السفلي خاص بالمعيشة، والطابق العلوي للنوم مثل ما يحدث اليوم. وكان المنزل يحتوي علي أجمل أثاث من أسرة وأدوات المعيشة وصناديق لحفظ الملابس والمجوهرات. وقد أطلق المصريون القدماء علي المرأة إسم »نبت بر» بمعني »ست البيت» وكانت مسؤولة عن تربية الأولاد والاهتمام بزوجها الذي يعمل من أجل أسرته. وكانت الأم هي التي تصاحب أولادها للدراسة بالمعابد. ولدينا العديد من التفاصيل عن الحياة اليومية في ذلك الوقت. وكل ما لدينا عبارة عن وليمة أو حفل خاص بالسيدات فقط. وكن في حالة فرح وتبادل المشروبات. وقد كن يتناولن شرب النبيذ. وهناك نص مصاحب لمنظر الحفل وتطلب سيدة من أخري كأسًا من النبيذ. وردت عليها أنك شربت إلي الآن 19 كأسًا من النبيذ لذلك أعطني الكأس الذي في يدك. أما حياة عمال دير المدينة، الذين كانوا يعملون في بناء المقابر ورسم النقوش والمناظر، وكانوا يعيشون داخل منازل صغيرة مبنية بالطوب. وكان يتم دفنهم داخل مقابر بجوار المدينة. وقد رأينا نفس الحياة في قرية العمال التي عثرت عليها بمنطقة الهرم حيث توجد أيضًا المقابر بجوار المنطقة التي كانوا يعيشون فيها. وقد عُثر في دير المدينة علي آلاف الأوستراكا. وهي عبارة عن قطع من الفخار والحجر الجيري عليها كتابات بالهيراطيقية. ومن خلالها استطعنا أن نعرف معلومات مهمة عن حياتهم الاجتماعية مثل الزواج والطلاق وعلاقاتهم العادية، بل والقضايا التي كانت تقام واتهام البعض بالسرقة. وعرفنا أن العامل كان يحضر للعمل في مقابر الملوك، وكان يوقع بالحرف الأول من اسمهم لإثبات وجوده في بناء مقابرالملوك. أي أن هذه أقدم وثيقة للحضور والإنصراف من العمل.