ليس غريباً أن تخرج علينا دول مجموعة السبع الكبار ببيان تدين فيه تحرك الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر لتحرير تأخر كثيراً للعاصمة طرابلس مقر حكومة الوفاق الغربي وليس الليبي والتي تحكمها فعلياً وتتنازع مناطق النفوذ فيها وبمحيطها جماعات الشر المسلحة التي يزعم الغرب محاربتها في حين أنه من أسسها وأعطاها الغطاء ودربها ومولها عبر الوسيطين التركي القطري. الثابت وبمعطيات الأحداث إنه منذ اندلاع الأزمة الليبية وحتي صدور بيان أمس الأول سعت دول حلف شمال الأطلنطي ومجموعة السبع والقرار فيها بالأساس أنجلو أمريكي إلي هدم الدولة الليبية وتمزيق وحدة أراضي البلاد، إذ استصدرت قراراً من مجلس الأمن تحفظت عليه روسيا تم بمقتضاه فرض حظر علي تحليق القوات الجوية الليبية.. وسمح لقوات حلف الناتو باستهداف طائراتها بدعوي حماية المدنيين. القرار الذي نص فقط علي استهداف القوة الجوية وحال الحاجة لحماية المدنيين فسرته الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا كالعادة علي أهوائها شديدة العدوانية، فراحوا ومعهم عناصر من طيران الناتو إلي العدوان علي مناطق الموالاة المدنية وكل أفرع الجيش الليبي ليس هذا فحسب وإنما استهدفوا الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي نفسه بقصف سيارته وانتهي الأمر بقتل الجماعات المسلحة له والتمثيل بجثته تحت حمايتهم، في مشهد أعاد للأذهان جريمتهم بحق الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الذي لم تقل نهايته سوءاً عن نهاية القذافي وإنما بعد مسرحية قضائية جرت تحت سيادة سلطة الاحتلال الأمريكي للعراق بعد الغزو. أهداف الحملات العسكرية العدوانية في العراق وليبيا ومن بعدهما سوريا ومصر التي قهرت خططهم صار يعرفها حتي الأطفال في بلادنا، استهدف الغرب بقيادة أمريكا أولاً وضع يده علي ثروات بلادنا البترولية وهو هدف لم يكن ممكناً الوصول إليه إلا بهدم كيانات الدول ومؤسساتها.. وتقسيم هذه البلاد ووضعها حال اقتتال داخلي دائم لحرمانها من كل فرصة للتقدم،ولمنع كل توافق مستقبلي بين البلاد العربية نفسها التي حققت توافقاً مؤثراً قبل 46 عاماً وشاركت معاً بصورة وبأخري في إحراز نصر أكتوبر تشرين 1973، توافق وتوظيف مهم للقدرة الشاملة للدول القومية في المنطقة قادر مستقبلاً علي محو الكيان الصهيوني من الوجود، كان لابد لأعدائنا التاريخيين العمل علي جعل تكراره مستحيلاً وهذا ما حققته حتي الآن حملاتهم العدوانية كأهم أهدافها. انظر اليوم إلي التهديدات الغربية للجيش الليبي بتبعات قاسية حال استمر في مسيره لإعادة توحيد البلاد.. وأنا أكثر ثقة بأن الجيش الليبي وقيادته علي الطريق الصحيح. إنجاز مهمة تحرير الغرب الليبي وتوحيد البلاد تحت مؤسسات دولة واحدة يتطلب دعما مصريا مؤثرا وكل ما يجري علي أرض ليبيا هو من مسائل أمننا القومي بالغة الحيوية.