في الشارع الذي أقيم فيه في منطقة الهرم يتجمع كل ليلة مجموعة من الشباب أمام المسجد بعضهم طاهر ومغرر بهم تحت سطوة بعض تجار المخدرات.. وقد حاول المصلون مراراً وتكراراً إدخالهم المسجد علي أمل الإصلاح والتقويم.. وقد قام يوماً أحد رواد المسجد بشراء بعض الشراب ووزعه عليهم وهو يدير حواراً حول الأخلاق والقيم التي يجب أن يتحلي بها الشباب.. وعلي استحياء تجاوب قليلون لبعض الوقت وكان ذلك في شهر رمضان الماضي وللأسف عادوا إلي سيرتهم الأولي من جديد ووقوفهم في الشارع وهذا المنظر يستفز السكان خاصة السيدات العائدات والخارجات لقضاء شئونهن لأن الشبابا يغلقون الطريق أمامهن.. وكلما قررت التوجه للشرطة لفض هذه السويقة، وتخليص الناس من شرها أشعر بأبوتي حتي أن ابني تعاطف يوماً معهم وأنا أتحدث أمامه.. وسمحت لنفسي بالحوار مع أحدهم بعدما وجدت رجلا وقورا يتحدث معه وعندما علم أنني صحفي قال: يا عمو أنا أعرف أنكم زعلانين منا.. لكن ماذا نفعل.. إننا نتجمع مع بعض لقضاء الوقت.. وكأنه يشير بطريقة مباشرة إلي البطالة وحيرة أهلهم معهم حتي أن هذا الشاب قال: إنني مقدر الموقف الذي ستتعرض له أسرنا لو تم القبض علينا.. ومع رفضي الكامل لهذا المنظر والتصرفات التي تحدث من بعضهم إلا أنني أشعر أن هذا الشباب بخير لو نقبنا عما بداخلهم.. وقد وجدت في قصتي الشابين المصريين رامي شحاتة الذي أنقذ 50 طالبا من الاحتراق بعد أن ألقي السائق البنزين في أرضية سيارتهم في عمل إرهابي وقد استحق هذا الشاب الصغير أن يكون بطلاً قومياً في إيطاليا ومنح الجنسية قبل موعدها تقديراً لشهامته وأخلاقه، وكرمه وزير التعليم.. وفي القاهرة كرم المحافظ جهاد يوسف لدوره البطولي في إنقاذ أسرة من حريق بمنزلهم بالزاوية الحمراء عندما ضحي بنفسه وتسلق المواسير لما سمع استغاثة الأسرة دون تفكير في أية مخاطر قد يتعرض لها.. وما لفت نظري توجيهه التحية لوالديه لتنشئته علي حب ومساعدة الآخرين.. هذان مجرد نموذجين للكثير من شبابنا النقي الطاهر ورجال القوات المسلحة والشرطة خير مثال لكنهم فقط يحتاجون لمن يأخذ بأيديهم من الخطر الذي يحيط بهم ولا يجب أن يتعلل أحد بأنه مشغول بلقمة العيش ففرط في دوره كأب ليعطي العبرة لأبنائه مثل والد جهاد والمؤسف أن أغلب المدمنين أو المقبلين علي الإدمان هم من أبناء الأسر الميسورة الحال لأنهم اهتموا بالصرف وتغاضوا عن التربية خاصة الدينية التي تزرع في الشاب أو الفتاة الوازع الأخلاقي مبكراً كأن يصطحب الأب ابنه إلي المسجد أو الكنيسة ليتعلم الأصول قبل فوات الأوان.. فهل نحن مدركون هذا الأمر.. وماذا نحن فاعلون؟!..