في زيارة إلي روسيا لاستعجال الأسلحة المطلوب استكمالها لعملية عبور قناة السويس والساتر الترابي الذي علي حافة شاطئها ومهاجمة سيناء وتنفيذ رءوس كباري بعمق 15 كبداية للاستيلاء علي المضايق فنحكم السيطرة علي الأرض ونحقق النصر الذي يتشككون فيه. وفي الرحلة زرت الأسطول السوفيتي في البحر الأسود واستعرضوا لي 60 قطعة بحرية لإظهار قوة البحرية السوفيتية، وزرنا والوفد المرافق ميناء سيباسبتول الذي شهد معارك عنيفة علي امتداد التاريخ، وكان المعلقون العسكريون السوفيت يوضحون أن جيشا لم ينجح في الاستيلاء علي هذه المدينة بخلاف الجيش التركي الذي قام بعملية إنزال علي حافة الهضبة واستطاع أن يستولي علي الأرض، وللحقيقة فإن أي مدافع عن هذه الأرض يمكنه الدفاع عنها بسهولة وإنها معجزة أن يتمكن قائد من إجراء عملية إنزال بحري هنا. وأوضحت للمرافقين المصريين والسوفيت أن الجنود الذين قاموا بالاستيلاء علي سيباستبول تحت العلم التركي لم يكونوا أتراكا ولكن مصريين وكان يقود الأسطول المصري الذي قام بهذه العملية الجريئة هو حسن باشا الإسكندراني. مما يؤكد ما يستطيعه الجندي المصري إذا ما قاتل تحت قيادة سليمة واندهش السوفيت من هذه المعلومات، وقالوا كنا نظن أنهم أتراك وكنت سعيدا بأنني كشفت لهم عن كفاءة الجندي المصري إذا ما عبر القناة من خلال صفحة من تاريخنا وطلبت من مرافقيّ المصريين قراءة الفاتحة علي أرواح الذين استشهدوا هنا وحققوا ما لم يحققه قبلهم ولا بعدهم جندي آخر.
مذكرات محمد أحمد صادق المكتب المصري الحديث إعداد: عبده مباشر.