لا أحد يستطيع الدفاع عن حماقات شيرين عبد الوهاب المتكررة، ولا عن إصرارها الدائم علي الكلام غير المسئول، والهزار العلني الفارغ في حفلاتها (داخل وخارج مصر).. لكن لا أحد أيضا يقبل المبالغة في التنكيل، والتزيد في العقوبة.. ليس دفاعا عن شيرين عبد الوهاب، لكن دفاعا عن القانون نفسه، واحتراما للحق والعدل، ولمصر الكبيرة التي لا تجرجر مواطنيها إلي المحاكم، وتهدد بحبسهم، وتمنعهم من ممارسة عملهم، لمجرد أن ألسنتهم منفلتة، وعباراتهم طائشة!!.. ما قالته شيرين في حفلها الأخير في دولة البحرين (أنا هنا أتكلم براحتي.. في مصر ممكن يسجنوني)!!.. وفورا قام محامي الشهرة بتقديم بلاغ إلي النائب العام، متهما شيرين بالإساءة لسمعة مصر، والتجاوز في حق الأمن القومي... وفورا أيضا، وحتي من قبل التحقيق معها، سارع هاني شاكر (للأسف) نقيب الموسيقيين بقرار منع شيرين من الغناء!!.. ومنع إذاعة أغانيها علي القنوات المصرية!!... مرة أخري لا يمكنني الدفاع عن شيرين ولسانها الفالت أو لسانها الجاهل.. لكن لا هي صاحبة رأي سياسي، ولا هي معارضة للدولة ولا النظام، ولا هي ناشطة حقوقية، ولا تمتلك حتي الوعي بأبعاد الكلام الذي تقوله.. طبعا لا يعني ذلك تبرير عباراتها (القانون لا يحمي المغفلين)!.. لكن لا يوجد قانون يعاقب مواطنا علي اللغو في الكلام، أو الثرثرة الفجة، أو العبارات الطائشة.. معاقبة شيرين ليست في السجون والمحاكم، وليست في المنع والمصادرة.