تونسيان يدليان بأصواتهما داخل احدى اللجان فى استكهولم يتوجه اليوم الناخبون في تونس إلي مراكز الاقتراع لاختيار أعضاء المجلس التأسيسي المنوط به وضع دستور جديد للبلاد في أجواء سياسية واجتماعية يسودها الترقب والرغبة في طي صفحة الرئيس الهارب زين العابدين بن علي بصورة نهائية. ويُقدر عدد الناخبين التونسيين ب 7 ملايين و900 ألف شخص، قام نحو 4 ملايين 439 ألف شخص منهم بالتسجيل قبل الإنتخابات لاختيار مركز الإقتراع. ويشارك في الإنتخابات أكثر من 80 حزبا سياسيا من مجموع 116 حزبا سياسيا في البلاد، إلي جانب العديد من المستقلين، حيث تشير البيانات الإحصائية للهيئة العليا المستقلة للانتخابات إلي أن عدد المترشحين لهذه الانتخابات بلغ11 ألف و686 مرشحا ومرشحة. وتوزع المرشحون علي 1521 قائمة انتخابية منها 827 قائمة انتخابية حزبية، و660 قائمة انتخابية للمستقلين، و34 قائمة ائتلافية. وهيأت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات 7 آلاف و692 مركزا للاقتراع داخل تونس وخارجها. وكان التونسيون المقيمون بالخارج قد أدلوا بأصواتهم علي مدي الأيام الثلاثة الماضية في 6 دوائر في باريس ومرسيليا الفرنسيتان، وإيطاليا وألمانيا وكندا وأبو ظبي في الإمارات. وقد اختتمت القوي السياسية المتنافسة حملاتها الانتخابية أمس الأول وسط توقعات بأن يحقق حزب النهضة الاسلامي أفضل نتيجة. ونظمت مختلف القوي الحزبية والمستقلة آخر اجتماعاتها الجماهيرية وعملياتها الدعائية لحشد الأنصار تمهيدا لموعد اليوم الذي سيشكل فرزا تاريخيا للقوي السياسية في تونس ووزنها الحقيقي. وذكرت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في بيان لها أن أمس هو يوم "الصمت الانتخابي" وأن خرق هذا الصمت "جريمة انتخابية يعاقب عليها القانون". ويري بعض المراقبين في انتخابات المجلس التأسيسي "قفزة في المجهول" في حين يعتبرها آخرون "فصلا بين عهدي" الاستبداد والديمقراطية. ووسط حشد من آلاف من أنصاره، دعا راشد الغنوشي زعيم حزب النهضة في اختتام الحملة الانتخابية انصاره الي الفرح واليقظة قبل موعد الاحد التاريخي. ودعا الغنوشي إلي التصويت ل "أحزاب الثورة". من جانبها قالت "مية الجريبي" الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي والمرأة الوحيدة التي تقود حزبا كبيرا في تونس إن "النساء بإمكانهن قلب الموازين. ونحن بحاجة إلي أصوات كل الذين هم مع الاعتدال وضد التطرف والقوي الرجعية". وحث رئيس الوزراء التونسي الباجي قائد السبسي في كلمة عبر التلفزيون مواطنيه علي الاقبال علي التصويت "بلا خوف" مؤكدا ان كل الاحتياطات اتخذت من اجل ان يجري الاقتراع في أفضل الظروف.