في شجاعة نادرة تجرأ وولتر پينكاس في مقال نشره في صحيفة واشنطن پوست ودعا فيه امريكا لان تعيد تقييم مساعداتها لاسرائيل.. وهي قضية شائكة يعرف من يخوض فيها انه ضائع لا محالة.. يري وولتر پينكاس انه حان الوقت لاعادة تقييم المساعدات التي تقدمها الولاياتالمتحدة لاسرائيل خاصة مع قيام امريكا بتقليص ميزانية دفاعها ومساعداتها الخارجية. يقول پينكاس ان اسرائيل بسبب المصاعب الاقتصادية اضطرت لتخفيض 850 مليون دولار من ميزانية دفاعها البالغة 16 بليون دولار لكل من العامين القادمين. ويتساءل اذا كانت اسرائيل خفضت ميزانية دفاعها نتيجة الازمة الاقتصادية الا يجدر بأمريكا التي ستضطر الي خفض ميزانيتها العسكرية، بسبب عجز الميزانية، ان تضع في الاعتبار خفض مساعدتها لاسرائيل؟ يكشف پينكاس ان بوش في 2003 بعد غزو العراق طلب من الكونجرس مساعدة عسكرية بقيمة 7.4 بليون دولار حصلت اسرائيل منها علي نصيب الاسد، بليون دولار، بالاضافة الي المساعدات السنوية وقدرها 7.2 بليون دولار .. و9 بليون دولار اخري قروضا اقتصادية تضمنها الحكومة الامريكية خلال السنوات الثلاث التالية. في 2007 رفعت حكومة بوش المساعدات العسكرية لاسرائيل الي 5.2 مليون دولار علي مدي 10 سنوات .هذا العام بلغت المساعدات اكثر من 3 بليون دولار اي تقريبا نصف المساعدة العسكرية التي تقدمها واشنطن سنويا وهي وتمثل 18٪ من ميزانية دفاع اسرائيل. يكشف الكاتب ان المساعدات العسكرية لاسرائيل تحظي بمعاملة مختلفة عن الدول الاخري فمبلغ ال3 بليون دولار المخصصة لاسرائيل توضع علي الفور في حساب له فوائد في بنك احتياطي فيدرالي وتستخدم الفوائد التي تحصل عليها اسرائيل من المساعدة العسكرية في دفع دين القروض الاسرائيلية من امريكا بالاضافة الي ان 5 2٪ من المساعدة العسكرية تستخدم في شراء اسلحة من شركات اسرائيلية. اسرائيل وحدها تنفرد بهذه الميزات، فالصفقات الامريكية تدعم صناعة الاسلحة الاسرائيلية مع احتفاظ امريكا بحق الفيتو عند بيع اسرائيل لاسلحة مزودة بتكنولوچيا امريكية كما يحظر علي امريكا طبقا لتشريع للكونجرس ان تبيع اسلحة لاي دولة في الشرق الاوسط قد تشكل تهديدا عسكريا لاسرائيل. وهذا يحتم علي امريكا اذا باعت اسلحة لحلفائها في الشرق الاوسط ان تقدم بشكل تلقائي اسلحة اكثر تعقيدا لاسرائيل لتحتفظ بتفوقها العسكري دائما .علي سبيل المثال وبسبب تهديدات ايران للسعودية تفاوضت السعودية علي شراء مقاتلات اف 15 استخدمت اسرائيل 57.2 بليون دولار من المساعدات الامريكية لشراء 20 من مقاتلات اف35 من الجيل الخامس. كما كشف وولتر پينكاس عن برنامج عسكري يطلق عليه مخزون حرب امريكي احتياطي للحلفاء وضع في قواعد في اسرائيل في التسعينيات لاستخدامه وقت الحرب . وفيما بعد سمح لاسرائيل باستخدام اسلحة منه بأذن امريكي. وقد سمحت امريكا لاسرائيل باستخدام القنابل العنقودية خلال حربها علي حزب الله في جنوب لبنان في 2006 . ارتفعت قيمة الاسلحة المخزنة في اسرائيل من صواريخ ومركبات عسكرية وذخائر المدفعية من مائة مليون دولار ليصل الي 800 مليون دولار في 2010 وستصل الي بليون دولار في 2012 واضاف الكونجرس بمجلسيه 06.921 مليون دولار الي مبلغ 1.601 مليون دولار مخصصة في الميزانية لعام 2012 لبرنامج تطوير نظم دفاع للصواريخ التي تقوم بتطويرها الدولتان في مواجهة تهديدات الصواريخ البالستية قصيرة المدي وطويلة المدي. هل تستجيب الحكومة الامريكية لدعوة الكاتب وتعيد النظر في المساعدات العسكرية لاسرائيل ؟ بالطبع لا واوباما يستعد لانتخابات الرئاسة العام القادم وقد ارتمي بشكل فج و كريه في احضان اسرائيل.