اسمحوا لي أن أتشارك معكم لحظات جميلة عشتها الأسبوع الماضي ملأتها الأفكار والكلمات والمشاعر بدأت بجلسة حوارية ثانية ثرية لمناقشة التعديلات الدستورية بحضور عدد من المفكرين والخبراء والإعلاميين ستقرأون تفاصيلها قريبا. وقد أسعدني كثرة الحديث عن مشاعر ومخاوف وآراء الناس واتفاق الجميع علي أننا في حاجة لمزيد من الحريات في الصحافة والإعلام مثل حاجتنا للتعددية في الحياة السياسية وهي موضوعات يظن البعض أنها لا تناقش في دوائر المشورة وصناعة القرار. ثم سعدت بالتواجد بين زملاء مؤسستي العريقة أخبار اليوم في مؤتمر التعليم الذي نظمته بالتعاون مع جامعة القاهرة للسنة الثانية والذي شهد توافد عدد كبير من خبراء التعليم في مصر. وشهد جلسات مهمة أدارها بجدارة الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم وعدد من مستشاريه ومساعديه والذين حرصوا علي شرح كل ما يخص النظام التعليمي الجديد وعرضوا الجهود التي بذلوها حتي الآن في وقت قياسي كي يبدأ تطبيق هذا النظام في المدارس المصرية. وأعتقد أن أهم مشكلة ولدت هذا اللغط حول النظام الجديد كانت تركيز كل المسئولين علي العمل وإغفال ضرورة وجود مشاركة مجتمعية ونقاشات توضيحية لرؤيتهم الجديدة وهو ما بدأوا يتنبهون إليه الآن. كما أسعدتني مشاركة الدكتور خالد عبد الغفّار وزير التعليم العالي وعرضه لتخصصات جديدة مطلوبة ستأخذ مكانها في الجامعات وفقا لحاجة مصر لها. وتوقفت طويلا أمام كلمة الوزير وهو يقول توقفوا عن إدخال أبنائكم في كليات القمة لأنها لن تصبح كليات قمة في المستقبل. وأنا أتفق معه في هذه الرؤية تماما. ولكن الحدث الأهم بالنسبة لي وكان خير ختام لأسبوع حافل هو لقاء علمي آخر في الإسكندرية هو مؤتمر الأورام الخاص بأطباء العظام والروماتيزم والذي اجتمعت فيه بمجلس آخر من مجالس العلماء ولكن هذه المرة كان من بينهم زوجي العزيز الذي قدم في المؤتمر طريقة علاج جديدة من ابتكاره لجراحة مفصل الكاحل. وبعيدا عن التفاصيل العلمية الدقيقة سأحكي عن التجربة من منظور مضحك لزوجة كانت تشاهد زوجها يمسك بالخيوط ويجرب ربطها بطرق معينة وكل ما كان يدور في ذهني من خواطر تتلخص في أنه يتمرن لشنقي بهذه الخيوط بطريقة احترافية.. وتمضي الأيام والسنوات وأنا أشاهد اختراعات كثيرة وابتكارات أكثر يحكي عنها زوجي باستمرار من داخل غرف العمليات والتي قد لا يفعلها أحد غيره في العالم وبسبب ضيق وقته لا يسجلها باسمه كما يفعل كل جراحي العالم الكبار.. اليوم فقط كافأنا المولي عز وجل وظهر اختراع الخيط للنور ونال عنه تكريما غاليا من رئيس جامعة الأزهر الدكتور محمد حسين المحرصاوي وهدأت مخاوفي وتحولت إلي تقدير كبير لإصراره علي تصميم شيء جديد رخيص الثمن يخفف عن المرضي معاناتهم في ظل ارتفاع أسعار الدواء والمستلزمات الطبية.. واكتملت سعادتي وأنا أشاهد علماء كبارا ينادونه بفخر الأزهر. فخالص التحية لعقول مصر المفكرة والمبدعة في كل المجالات.