الطريف والمثير أن السيسي لم يعبأ.. ولم يهتم بالرد علي هياج ذلك المدعو »أردوغان». بصراحة مُحرجة قال الرئيس السيسي للأوروبيين: »أنتم لن تعلمونا الإنسانية، فنحن لدينا إنسانيتنا ولدينا قيمنا وأخلاقياتنا.. ومثلما نحترم قيمكم.. احترموا قيمنا». قالها الرئيس بطريقته الخاصة جدا أثناء كلمته في القمة العربية - الأوروبية وأثناء المؤتمر الصحفي الذي أعقبها.. حيث -كعادته- يمتزج لديه الود مع الحسم، والابتسامة مع التقطيبة، ثم لمزيد من التوضيح والتنبيه الودود الصارم قال لهم: »إن الأولوية عندكم في دُولكم هي تحقيق الرفاهية لشعوبكم، لكن الأولوية عندنا في مصر هي منع سقوطها وخرابها، ومن ثم أقول لمن يعترضون علي عقوبة الإعدام لمن يمارسون القتل والإرهاب.. لا تفرضوا رأيكم علينا.. إننا في منطقتنا العربية عندما يقتل إنسان بيد إرهابي أو متآمر تطالب الأسر بحق أبنائها وحق دمائهم وفقا للثقافة السائدة، وهذا الحق يؤخذ بالقانون. لذلك عليكم أن تحترموا خصوصياتنا كما نحترم خصوصياتكم»، وبنفس المنطق وبنفس الطريقة الخاصة جدا قال لهم: »إن ترك النزاعات والصراعات في ليبيا وسوريا واليمن دون تسوية سياسية أمر هو التقصير بعينه خاصة أن هذه النزاعات والصراعات فجرتها أيد أوروبية كما حدث بشكل مباشر في ليبيا من خلال أسلحة وطائرات »الناتو» كما حدث قبل ذلك في العراق، وما تم في سوريا بشكل غير مباشر، ثم تبلغ المأساة الليبية والسورية ذروتها بعرقلة أوروبية للتسوية السياسية!!». وبنفس الطريقه تساءل عن معني ومغزي تجاهل الغرب لدور من يقومون بتمويل وتدعيم الإرهاب وهم معروفون بالاسم والمكان! ومن جديد عاد الرئيس للتأكيد علي معني ومفهوم وأبعاد »حقوق الإنسان» ردا ذكيا وواقعيا علي بعض الحملات المغرضة التي تحمل - كذبا وادعاء - راية حقوق الإنسان موضحا أن هذه الحقوق الإنسانية مجموعة مترابطة متكاملة لا تقبل التجزئة وفي المقدمة منها الحق في الحياة الآمنة الكريمة المستقرة التي لا يهددها الإرهاب ولا يربكها الفقر والعوز والجهل والمرض، وهذا ما تُدركه مصر جيدا حتي إنها انفردت بين دول العالم بمبادرات تاريخية مثل »حملة 100 مليون صحة» ومبادرة »حياة كريمة»، و»ثورة تعليمية»، و»رعاية حقيقية لذوي الاحتياجات الخاصة» وإغلاق ملف المناطق والأحياء العشوائية باستبدالها بمدن ومساكن تليق بالإنسان، ثم تتحقق المعادلة المنطقية بتوفر الحقوق السياسية والمدنية من خلال توفر الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، في إطار المنظومة المتكاملة لحقوق الإنسان بعيدا عن المزايدات ودحضا للحملات المغرضة إياها. المهم -والجميل فعلا- أنه برغم كشف تناقضاتهم لدرجة إحراجهم فإنهم في أوروبا احتفظوا بتقديرهم واحترامهم لفكر وشخصية رئيس مصر. رغم أنف السلطان وجماعته صحيح انتهت جلسات »القمة العربية - الأوروبية» وصدر بيانها الختامي، لكن الصحيح جدا أن هذه القمة التاريخية بكل المقاييس مازالت مستمرة ومتواصلة بردود أفعالها وبالإصرار علي تفعيل توصياتها وقراراتها، إذ إنها دخلت التاريخ من أوسع أبوابه حيث اجتماع »50» من زعماء أوروبا والأمة العربية معا لأول مرة، كما أنها شهادة جديدة لمصر بأنها استعادت مكانها ومكانتها العربية والإقليمية، والدولية وصارت محورا أساسيا في القضايا العالمية وهي شهادة تخرق عيون السلطان وجماعته من المتآمرين والمأجورين والحاقدين و»المغلولين» الذين تابعوا هذه القمة - محسورين - لأنها تنعقد علي أرض مدينة السلام المصرية »شرم الشيخ»، وتابعوا -محسورين- ما صدر من تصريحات وتعليقات مثل تصريح رئيس المجلس الأوروبي »دونالد توسك» وتصريح »جان كلود يونكر» رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي وتصريح أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بأن القمة نجحت تماما وأنها نجاح للسيسي وللشعب المصري وأنها غير مسبوقة بانعقادها ونجاحها، كما توالت تحليلات الخبراء والمعلقين فهي -مثلا- المرة الأولي التي تخرج فيها أوروبا برؤساء جمهوريات ورؤساء حكومات ومستشارين إلي منطقة أخري للتباحث حول قضايا وأزمات كبري إلي جانب بحث آفاق التعاون، وهي ايضا التي اعادت رسم خريطة العلاقات الأوروبية - العربية، وهي أيضا التي أوضحت التوافق الأوروبي- العربي حول قضايا الإرهاب والهجرة غير المشروعة، والأزمات الليبية والسورية واليمنية، وأهمية حل القضية الفلسطينية علي أساس حل الدولتين واعتبار القدس عاصمة لدولة فلسطين وكأي قمة تاريخية تم ترسيخ آلية »الاستمرار» كما قال ممثل »مجلس التفاهم العربي - البريطاني»، وكما أكده القرار بانعقادها بشكل دوري لمتابعة النتائج التي تم التوصل اليها، ومناقشة اية مستجدات. من جهة أخري أكد نجاح القمة تنظيماً واستضافة ومناقشات وحوارات، وقرارات البعد السياحي الرائع متمثلاً في تمتع مصر بالأمن والاستقرار، إذ يكفي مثلاً انتشار صورة »تيريزا ماي» رئيسة. وزراء بريطانيا وهي تلعب البلياردو في أحدي صالات شرم الشيخ.. مع رئيس وزراء إيطاليا »جوزيبي كونتي» في حضور مستشارة المانيا »إنجيلا ميركل» ورئيس المجلس الأوروبي »دونالد توسك»، ورئيس وزراء بلجيكا ورئيس وزراء السويد ومستشار النمسا ورئيس وزراء اليونان وغيرهم من كبار الشخصيات الأوروبية والعربية. كذلك استثمر الرئيس اللقاءات الثنائية التي أجراها مع القادة والزعماء بما يعود علي مصر بالخيرات ويدعم بالتالي انطلاقها الرائع علي طريق البناء والتقدم بما يسعد المصريين ويزعج المتآمرين. هكذا يتأكد أن القمة الأوروبية - العربية مستمرة ومتواصلة بردود أفعالها ونتائجها والحرص علي تفعيل قراراتها، وما تحقق لمصر سياسياً واجتماعياً وسياحياً رغم أنوف الحاقدين والمتآمرين والمأجورين، وفي المقدمة منهم رئيس تركيا »رجب طيب أردوغان» الذي أصابته لوثة الحقد علي الرئيس السيسي ودوره - مع الشعب المصري - في إسقاط حكم »الجماعة»، حتي إنه اندفع في انتقاد الدول الأوروبية وكأنه وصي عليها رافضاً قبولها انعقاد القمة علي أرض مصر، مطلقاً تصريحات هوجاء تكشف خسائره الفادحة وفشله الذريع في تحقيق أطماعه وطموحاته لاقتناص موقع »السلطان العثماني» ولو بالوجه الإخواني!! والطريف والمثير أن السيسي لم يعبأ.. ولم يهتم بالرد علي هياج ذلك المدعو »أردوغان». الإعلام في قفص الاتهام تحت هذا العنوان كتبت منذ أعوام عن تقصير الإعلام وعجزه عن أداء رسالته المهنية والوطنية في الوقت الذي تخوض فيه مصر معركتي البقاء والبناء بخطورتهما، وهآنذا أعود اليوم لنفس الحديث.. ونفس الاتهام.. للإعلام، بعد أن تراجع دوره في تغطية »حادث جرار القطار» وما أسفر عنه من سقوط ضحايا بالعشرات وإتاحة الفرصة للمتربصين كي يشنوا حملات إعلامية جديدة لا صلة لها بالواقع والحقيقة. كان المتوقع والمفترض أن يتحرك الإعلام بأقصي سرعة لتوضيح أن الحادث نتج عن خطأ بشري لسائق أهوج وليس عن خلل في منظومة السكك الحديدية التي يجري العمل المكثف لتطويرها إذ باستثناء اجتهادات فردية محددة .. ترك بقية الإعلام الساحة للمتربصين من أذناب الجماعة في الداخل، والخارج (القطري والتركي) لقلب الحقائق، وتزوير الفيديوهات بأمل مهزوز في أن ينجحوا بالوساوس والشائعات في ضرب استقرار مصر وإيقاف مسيرة البناء والتقدم، ولو قام الإعلام بدوره المنوط به لأوضح فوراً حقيقة وأبعاد الحادث، وأبرز فوراً معني ومغزي تحرك الدولة بأقصي سرعة للتعامل الإيجابي مع هذا الحادث فبعد دقائق كان رئيس الوزراء د. مصطفي مدبولي وعدد من الوزراء امام »الجرار» المشئوم، ومعهم ممثلو النيابة وجهات التحقيق، وبنفس السرعة أعلن الرئيس السيسي أثناء كلمته في القمة مع الرئيس الألباني متابعته للحادث موجهاً التعليمات الحاسمة بكشف كل الحقائق ومساءلة كل المتورطين. ولعلنا نتذكر ما حدث ايضاً من تقصير إعلامي في صدد تنفيذ حكم الإعدام في مرتكبي جريمة اغتيال النائب العام الشهيد هشام بركات حيث كان الوقت فيما بين قرار المحكمة وتنفيذ الإعدام كافياً بأن يتم عرض مكثف لوقائع الجريمة الشنعاء، واعترافات مرتكبيها كما يتم كشف عملية اختراق الحساب الإليكتروني لابنة الشهيد لتزوير أقوال لم ترد اطلاق علي لسانها. باختصار لو أن الإعلام تحرك بالسرعة واليقظة والعمق المطلوب لأغلق الأبواب أمام الإعلام المعادي والمأجور، ولأمكن تعريته وكشف فضائح أكاذيبه. أهلا بك يا »رامي» أشعر بسعادة غامرة عندما يتردد اسم مصر مقترناً بإنجاز ضخم يتردد في أنحاء العالم مثلما حدث أثناء الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث لقيت كلمة الرئيس اهتماماً عالميا، ومثلما حدث في القمة الإفريقية وتسلم مصر القيادة ورئاسة الاتحاد الافريقي، ومثلما حدث في مؤتمر »ميونيخ» الدولي ومثلما حدث أخيراً في استضافة مصر »للقمة الأوروبية- العربية» التي تألق فيها اسم مصر ورئيسها. وعلي المستوي الفردي أنتشي وأحتضن سعادتي وأنا أري ابن مصر نجمها العالمي »محمد صلاح» وهو ينتزع إعجاب وآهات الفرح من الإنجليز مشجعي ليفربول مرددين أغنية »مو صلاح». واخيرا شعرت بسعادة جديدة وأنا أتابع فوز الفنان الشاب »رامي مالك» المصري الأصيل وإن ولد في أمريكا، وهو يتسلم أعلي جائزة دولية »الأوسكار» التي تحمل صاحبها إلي عنان سماء الشهرة والتألق، وقد تضاعفت سعادتي وأنا اسمعه يتحدث باللغة العربية المصرية قائلا: إنه تربي علي سماع الموسيقي المصرية وأحب أم كلثوم وعمر الشريف مؤكداً أنه مرتبط وفخور بثقافته المصرية. من حقي إذن أن أعلن سعادتي بالعزيز »رامي» آملاً أن تتم دعوته لتكريمه في بلده الأصلي »مصر»، وآملاً أن يتم الاتفاق معه علي بطولة فيلم أو مسلسل يحمل نبض مصر. ومن حقي أيضاً أن أرفض بشدة محاولة بعض الكارهين والملتاثين المتسللين عبر »مواقع التواصل الاجتماعي» الذين حاولوا الانتقاص من فرحتنا وسعادتنا وذلك بانتقاد الدور الذي لمع فيه »رامي» بتجسيد شخصية »فريدي ميركوري» نجم فرقة »كوين» وأسطورة »الروك» في السبعينيات والثمانينيات بدعوي أنه كان شاذاً، وكأن من يلعب دور مجرم يعتبر بفكر هؤلاء الملتاثين مجرماً هو الآخر. من أقوال الإمام الشاعر.. »الشافعي» »لم يبق في الناس إلا المكرُ والملقُ شوك إذا لُمسوا، زهر إذا رُمقوا فإن دعتك ضرورات لعشرتهم.. كن جحيما لعل الشوك يحترق».