قرأت أمس تصريحات لمسئولين أمنيين أمريكيين تري أن المؤامرة التي حيكت لاغتيال السفير السعودي في واشنطون عادل الجبير كانت عملا غير متقن من أعمال الهواة وعملية خرقاء وخطيرة من قبل وحدة العمليات الخارجية الإيرانية التي تتبع مباشرة لرأس النظام الإيراني: علي خامئني. وقال المسئولون إن تلك الوحدة مناط بها نشر النفوذ الإيراني من خلال العنف وتهديد الدول الأخري بالاغتيالات والإرهاب والهجمات والاختطافات، بالتعاون مع أعوان متطرفين ومرتزقة. ولا جديد إذا قيل إن النظام الإيراني لا هم له منذ قيامه إلاّ نشر نفوذه وإرهابه للشعوب والحكومات التي لا تنتكس أمام أطماعه. وبالتالي فإن محاولة اغتيال سفير السعودية لدي الولاياتالمتحدة هي خطوة في سلسلة ما قامت وتقوم به إيران وتهدف إلي تصفية شخصيات ورموز الأنظمة المعادية البعيدة عن حدودها والملاصقة لها. وإذا كان ملالي طهران يعادون مواقف الولاياتالمتحدة وسياساتها وأساليبها الشيطانية الإمبريالية، إلاّ أنهم الملالي لا يجدون حرجاً أو تعارضاً بين كراهيتهم لأمريكا وبين تقليدها والنقل عنها والاقتباس منها.. خاصة في مجال التصفيات الجسدية داخل البلاد وخارجها. صدر منذ أيام كتاب مثير لكاتب ومؤرخ سويسري Etienne Dubuis خصصه للكشف عن تفاصيل معظم عمليات التصفية الجسدية التي خططتها الأجهزة الأمنية الأمريكية خلال القرن الماضي للتخلص من حكام ورموز العديد من الدول المعارضين والمنددين بالهيمنة الأمريكية وبعض الدول المعادية للولايات المتحدة.. عملاً بالمقولة الشهيرة: لا أريد قتل أحد.. وإنما أعدائي فقط !. قائمة المطلوب تصفيتهم ضمت الكثير من حكام الدول بدءاً بالمكسيكي: دو بانشو فيلا، والياباني: اسوروكو ياماموتو، والسوفيتي:ستالين، مروراً علي الكوبي: فيديل كاسترو، والصيني: شوين لاي، والمصري: جمال عبدالناصر، والعراقي: عبدالكريم قاسم، والأفريقي: لومومبا، والفيتنامي: نجو دين ديم، والشيلي: رينيه شنيدر، وصولاً إلي: اللبناني: محمد حسين فضل الله، والليبي: معمر القذافي، والعراقي: صدام حسين ، والصومالي: محمد فرح عيديد، والصربي: سلوبودان ميلوسفيتش، والسعودي: أسامة بن لادن، والأفغاني: الملا عمر، وزميله: قلب الدين حكمتيار، و.. و.. إلي آخر القائمة التي أكد الكاتب تورط الولاياتالمتحدة في التخطيط ومحاولات تصفيتهم جسدياً من أجل إنقاذ الكرة الأرضية.. كما يزعمون! في مقدمة الكتاب قرأت: هناك من تصور أنه يمكن كسب الحرب بإطلاق رصاصة واحدة. أو علي الأقل.. يستطيع أن يحقق تفوقاً كبيراً في ساحة الحرب بتصفية الرجل الأول في معسكر العدو. البعض صدق هذا الرأي. والبعض الآخر شكك في إطلاقها بصفة عامة. فمثلاً.. كان هناك من يري أن تصفية أدولف هتلر عام 1938 كان يمكنها إنقاذ الكرة الأرضية من أهوال الحرب العالمية التي فجّرها. وعلي فرض أن من سيتولي حكم ألمانيا بعده سيسير علي سياسته ويواصل استبداده وفاشيته، فإنه مهما كان لن تكون له كاريزما هتلر، ولا شعبيته، ولا تأثيره علي شعبه، ولا هوسه وجبروته ورغبته الانتحارية في السيطرة علي الكرة الأرضية. وهذا كله في حد ذاته يبرر تصفية هتلر وإنقاذ كرتنا مما فعله بها(..). .. وللحديث بقية.