لابد إذن لكي نعيش حياتنا آملين رضوان الله في الدنيا والآخرة أن نسلم وجوهنا إلي الله.. ولكن: ما كيفية إسلام الوجه لله؟ يقول الإمام الأكبر الدكتور عبدالحليم محمود في الإجابة علي هذا السؤال في كتابه (فتاوي الإمام عبدالحليم محمود) الجزء الثاني ما ملخصه: »أما الوسائل فإنها المبادئ الإلهية التي قررها الله سبحانه علي لسان رسوله صلي الله عليه وسلم قرآنا كانت أو سنة قولية، أو عملية.. ولا مناص لكل من يريد أن يسلم وجهه لله سبحانه من أن يرجع في ذلك إلي القرآن الكريم ومن أن يرجع أيضاً إلي السُّنة.. أي لا مناص لكل من يريد الهداية أو التدين الحق من أن يلجأ إلي القرآن والسُّنة، وذلك أن القرآن الكريم هو النص الوحيد في العالم الآن الذي احتفظ بحفظ الله له، بالتعبير الإلهي الذي يشرح الدين ويوضحه دون تحريف بزيادة أو نقص، والقرآن لم يحتفظ بما أوحاه الله بالمعني فحسب وإنما احتفظ بالتعبير نفسه، وهذه منزلة لا تدانيها منزلة، ودرجة في الدقة والصدق، لا يضارعها غيرها حتي ولا من قريب، وإنه لمعجزة للمسلمين أن يكون الدين الذي يدينون به إنما يرجعون فيه إلي النص الإلهي نفسه في دقته، وفي نضارته وفي بركته وفي سنائه ولألائه». ويقول: أما النتيجة الأولي التي نريد أن نصل إليها فهي: أن الدين وإسلام الوجه، والتوحيد، والإسلام كلها بمعني واحد، يفسر بعضها بعضاً، ويشرح بعضها بعضاً، وكلها مطلقة عامة لا يحدها زمان ولا مكان. وكان الإسلام خير ما يعبر عنها في كمالها »اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الإسلام دينا».. والنتيجة الثانية: هي أن جوهر الشخصية الإسلامية، أو شخصية المسلم، إنما هي إسلام الوجه لله أو التوحيد، أو التدين الصادق، أو الإسلام. وبمقدار قرب المسلم من الإسلام يكوّن شخصيته.. والخلاصة: كن مع الله.. يكن الله معك من أقوالهم: أحبب حبيبك هوناً ما .... عسي أن يكون بغيضك يوماً ما.. حديث شريف