هي بالتأكيد رسالة بالغة الدلالة والأهمية للعالم كله، تلك التي انطلقت من العاصمة الإماراتية »أبوظبي» من خلال »وثيقة الاخوة الإنسانية»، التي وقعها فضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر الدكتور الطيب، والبابا فرانسيس بابا الفاتيكان، في حدث تاريخي يمثل لحظة فارقة في المسيرة الإنسانية تدعو للتآخي والمحبة بين البشر. والوثيقة في حقيقتها وجوهرها هي نداء مخلص من الرموز المعبرة عن الاسلام والمسيحية، لضمير الانسان الحر في كل مكان من العالم علي اتساعه، لنبذ العنف ورفض التطرف ووقف الحروب،..، وهي دعوة صادقة لقادة العالم لوقف نزيف الدماء وحل الخلافات ومعالجة الصراعات بالوسائل السلمية في اطار الاخوة الانسانية. وفي هذا السياق تعد الوثيقة التاريخية وبحق، صفعة بالغة الشدة علي وجوه كل الداعين للعنف والارهاب، ولطمة قوية لأصحاب القلوب المريضة والضمائر الخربة، الداعين للتطرف والساعين لخراب الدول واشعال نيران الفتن علي اساس ديني. وإذا كان لنا أن نركز الضوء علي مناحي ومصادر القوة البارزة في هذه الوثيقة، فهي بالقطع تترسخ وتتضح فيما تجسده وترسخه من مفاهيم انسانية سامية وقيم دينية رفيعة، من خلال دعوتها للتعايش والتسامح والمحبة، ليس بين اتباع كل الديانات السماوية فقط، بل بين كل البشر،..، في مواجهة خطاب الكراهية والتعصب ودعاوي التطرف والارهاب الذي تنادي به وتسعي اليه قوي الشر الداعمة للارهاب والتطرف والقتل والدمار والخراب. والوثيقة في دعوتها للسلام والتآخي بين البشر ومطالبتها بوضع نهاية للصراعات والحروب، تؤكد علي ضرورة وقف استخدام الدين لتأجيج الصراعات والحروب وإزهاق الأرواح،...، بما يعني انها دعوة صحيحة ونقية جاءت في وقتها لخير الإنسانية وصالح البشر جميعاً.