الحدث الأول الذي فرض نفسه هذا الأسبوع علي المصريين جميعاً كان الاحتفال بذكري أكتوبر المجيدة.وأسعدني أن ذكري تلك الحرب لا تزال متربعة في قلوب المصريين وهي بالفعل تستحق ذلك، فقد مثلت عبوراً نفسياً ومعنوياً للشعب المصري من الإحساس بالهزيمة والمهانة إلي الشعور بالعزة والكرامة والنصر والقدرة علي تحقيق المستحيل. لكن ما أثار اندهاشي هو تعامل الإعلام والمسئولين بصفة عامة مع الضربة الجوية بالتجاهل أو بالمحو الكامل لأي بطولة تذكر لها.تلك الضربة التي كانت عبر سنوات طويلة ملخص حرب أكتوبر والحديث الوحيد للإعلام في هذا اليوم!. ولاشك أن الضربة الجوية كانت أحد أسباب النصر الكبير في73، فقد نجح السلاح الجوي المصري في صنع غطاء جوي محكم لباقي القوات وأتاح ذلك الفرصة للمدرعات والمشاة وسلاح المهندسين لإقامة الجسور وعبور القناة. فهل هي عادة فرعونية لدينا أن نمحو إنجازات السابقين وكأنها لم تكن!.لقد رأيت ذلك علي جدران المعابد الفرعونية في الأقصر وتأثرت بألم مما فعله كل ملك من الفراعنة فيمن سبقه.وهكذا كان الحال في ثورة 1952 التي محت آثار الملك فاروق وصوره حتي في أفلام السينما، ثم بعد رحيل الرئيس جمال عبد الناصر أصبح التركيز علي بيان الثورة الذي أذاعه أنور السادات فكلما ذكرت الثورة تلتها جملة التي أذاع بيانها الأول الرئيس أنور السادات وكأنه هو صانعها! وبعد اغتيال السادات أصبح الحديث كله في ذكري أكتوبر عن الضربة الجوية وكأن الضربة الجوية هي التي صنعت قرار الحرب وليس السادات!. وها نحن الآن نقوم بنفس الشيء.. نلغي الضربة الجوية وننتزعها عن قصد من ملحمة أكتوبر الخالدة! أيها المصريون .. الثائرون من أجل الحق ارفضوا محو أي جزء من تاريخكم أياً كان صانعه فتاريخ وأمجاد مصر ملك لشعبها يستحق أن ندافع عنه. الحدث الثاني الذي استوقفني في سعادة بالغة هذا الأسبوع هو: فوز ثلاث سيدات بجائزة نوبل للسلام. أولهن :توكل كرمان الصحفية والناشطة اليمنية واثنتان من القارة الإفريقية هما إلين جونسون سيرليف رئيسة ليبيريا وليما جبوي الناشطة الليبيرية. أسعدني الخبر لأن المرأة عنصر فاعل ومؤثر في نشر السلام وتدعيمه في أرجاء العالم، وحسب الدراسات السياسية فإن المرأة هي الأكثر تضرراً من الصراعات والحروب والنزاعات ،لذلك ستكون هي الأكثر إصراراً علي إقرار السلام ونشره في أرجاء المعمورة وهذا ما جسدته ردود الأفعال حيال فوز السيدات الثلاث. حيث أكد رئيس لجنة الجائزة في أوسلو ثوربورن ياجلاند علي ذلك قائلاً :"لا يمكننا تحقيق الديمقراطية والسلام الدائم في العالم إلا إذا حصلت النساء علي الفرص نفسها التي يحصل عليها الرجال للتأثير علي التطورات علي جميع مستويات المجتمع". وأضاف : »النساء الثلاث كوفئن علي نضالهن السلمي من أجل ضمان الأمن للنساء وحصولهن علي حقوقهن للمشاركة الكاملة في عملية بناء السلام«. وتوكل كرمان هي أول امرأة عربية تحصل علي جائزة نوبل للسلام منذ إنشائها في عام 1901، والتي أهدتها إلي نشطاء الربيع العربي والمرابطين في ساحات اليمن، وقالت :"أنا سعيدة جدا، هذا تكريم لكل العرب والمسلمين والنساء". وبانضمام السيدات الثلاث إلي حائزي الجائزة، يصبح مجموع من حصلن عليها من النساء 15 امرأة، في حين حصلت 43 امرأة علي جائزة نوبل من مجمل الفائزين بهذه الجائزة في كل فروعها. [email protected]