نهج جديد تتبعه وزارة الأوقاف لمواكبة التطورات التي تعيش فيها المنطقة بهدف إيصال وسطية الإسلام إلي الشارع الغربي، وتأهيل الدعاة وأئمة المساجد لصياغة خطاب ديني مناسب لهذا الهدف، فعمدت الأوقاف علي السير في طريق مواجهة الفكر المتطرف عن طريق الأئمة المتميزين في الخطاب واللغات الأجنبية. وأكد د. محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن العام الحالي هوعام التدريب النوعي بالوزارة التي تسير وفق خطة لنشر الوسطية ومحاربة التطرف في العالم ولذا كان هذا هوالدافع الأساسي لوضع اللمسات الأخيرة بالأكاديمية الدولية لتدريب الأئمة والواعظات وافتتاحها لبدء العمل مباشرة وقبول الدفعة الأولي من المتدربين وأشار إلي أنه يشترط للالتحاق بالأكاديمية اجتياز الأئمة حفظ القرآن الكريم واجتياز اختبارات الثقافة الإسلامية واللغتين العربية والإنجليزية والحاسب الآلي، واضاف أنها ستخرج دفعات علي مستوي عال من الكفاءة. لأهمية اتحاد المؤسسات الدينية والعمل تحت مظلة واحدة هي الأزهر، التقي وزير الأوقاف،، ود. شوقي علام مفتي الجمهورية، والدكتور أسامة الأزهري المستشار الديني لرئيس الجمهورية. بحث اللقاء تدشين البرامج العلمية التي تنطلق بها فعاليات التدريب بأكاديمية الأوقاف، وتجول الوزير والوفد المرافق في أكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة والواعظات وإعداد المدربين، وتفقدوا خلالها معمل اللغات، ومعمل الحاسبات والقاعة الكبري للترجمة ومركز خدمة السنة النبوية والقاعات التدريسية وغرف الإقامة الفندقية للمتدربين بالإضافة إلي القاعة الكبري للندوات والاجتماعات وغرف المحاضرين. وفي كلمته، أكد وزير الأوقاف، أن الروح الجديدة والتكامل بين المؤسسات الدينية تحت مظلة الأزهر الشريف خدمة للدين والوطن ستؤتي ثمارها، وأن الهدف الرئيسي هوتخريج إمام عصري مستنير واع بمتطلبات العصر ومستجداته. من ناحية أخري حددت وزارة الأوقاف المدربين، والبرامج التدريبية وورش العمل، والقضايا التي ستتناولها الدورات التمهيدية لدخول أكاديمية الأوقاف، حيث يحاضر في الدورات كبار العلماء في الفكر الوسطي والفتوي، أبرزهم مفتي الجمهورية، وفي الإعلام الديني والاتصال، أبرزهم د. سامي الشريف أستاذ الإعلام، وفي الأمن القومي واستراتيجيات الحرب والسلام وأمن المجتمعات، وتصحيح المفاهيم الخاطئة وضلالات الإرهابيين، أبرزهم د. بكر زكي عوض العميد السابق بجامعة الأزهر، مع ورش عمل تشمل مشاركة الدعاة في الفكرة والحوار والمناقشة. كما منحت مميزات لجميع الدارسين من الأئمة علي مطبوعات الوزارة المترجمة المقررة للدراسة مجانًا، بينما يحصل عليها غيرهم بسعر التكلفة. وتمنح الأوقاف، حق الالتحاق بالدورات للدعاة من الدول العربية والأجنبية شريطة الترشيح من مؤسسات هذه الدول رسميا بميثاق متفق عليه لضمان الوسطية وعدم استغلال الشهادات والاعتمادات، حيث تتجه الوزارة لمنح رخصة مزاولة المهنة وسحبها حال الحياد عن المنهج الوسطي. وتتيح الأوقاف، الدراسة مجانية للجميع، علي أن يكون الاختيار من غير الأئمة للأعلي مؤهلاً، فالأعلي تقديرًا، فالأصغر سنًا، فالأقرب إلي طبيعة عمل الوزارة، وسيتم الاختيار حسب الأماكن المتاحة في كل تخصص. وأكد الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الديني، إن الأكاديمية ستعمل علي تكوين الدعاة والواعظات عقليا وعلميا ووجدانيا وتربويا بما يعبر عن المنهج الوسطي الداعم للتعايش والسلام والاستقرار.