وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي باستمرار الجهود للنهوض بقطاع التعليم العالي والارتقاء بالمستوي الأكاديمي للجامعات والمعاهد نظراً لدورها المحوري في عملية بناء الإنسان المصري، وصقل جيل للمستقبل من الكوادر الشابة اتساقاً مع ما تصبو إليه الدولة من تحقيق التنمية الشاملة، وفق أعلي المعايير الدولية في إنشاء الجامعات الجديدة وتطبيق أحدث المناهج التعليمية، بالتوازي مع العمل علي تطوير وتحسين الأداء العلمي للجامعات القائمة من خلال التقييم المستمر لجودة العملية التعليمية. جاء ذلك خلال اجتماع الرئيس السيسي امس مع د. مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء وزير الإسكان ود. خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي. وصرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الاجتماع شهد استعراضاً لآخر مستجدات خطة وزارة التعليم العالي لتطوير منظومة الجامعات والمراكز البحثية بما فيها الموقف التنفيذي لإنشاء عدد من الجامعات الجديدة الأهلية والخاصة في مختلف أنحاء الجمهورية، بالإضافة إلي جهود الارتقاء بتصنيف الجامعات المصرية عالمياً. كما وجه الرئيس بإجراء مراجعة شاملة لأولويات البحث العلمي، في إطار رؤية الدولة للتنمية المستدامة، لا سيما عن طريق ربطه باحتياجات المجتمع للإسهام في حل التحديات القائمة، وصياغة خطط للتكيف مع التحديات الناتجة عن التكنولوجيا البازغة علي سوق العمل. وذكر المتحدث الرسمي أن وزير التعليم العالي عرض خلال الاجتماع الإجراءات التي تم اتخاذها حتي الآن لإنشاء جامعات جديدة، بالشراكة مع أفضل الجامعات علي مستوي العالم، وكذا الدراسات المالية ذات الصلة والجدوي الاستثمارية من إنشاء تلك الجامعات، فضلاً عن هياكل حوكمتها الأكاديمية والإدارية، مثل مجمع الجامعات الكندية بالعاصمة الإدارية الجديدة، وكلٍ من الجامعة المصرية اليابانية وجامعات الجلالة والعلمين الجديدة والمنصورة الجديدة. كما تم استعراض الموقف الإنشائي للأكاديمية العليا للعلوم بالجلالة، والتي ستتكون من مراكز للتميز البحثي وكلية للدراسات العليا ووادي التكنولوجيا، وتهدف إلي الارتقاء بالمستوي المعرفي للطلاب وتوطين الصناعات المتقدمة بالدولة وخدمة استراتيجيتها التنموية عن طريق التركيز علي الأبحاث التطبيقية التي يمكن تحويلها إلي نماذج صناعية. كما ألقي د. خالد عبد الغفار الضوء علي التطور الذي طرأ علي موقع عدد من الجامعات المصرية في التصنيف الدولي للجامعات، والذي يعد مؤشراً إيجابياً لسمعتها العلمية، ويعتبر ثمرة جهود الدولة للنهوض بمخرجات الأبحاث والمستوي الأكاديمي للجامعات والمراكز البحثية من خلال رعاية المبتكرين وشباب الباحثين وتعظيم حجم ونوعية الأبحاث العلمية المنشورة في الدوريات والموسوعات العلمية الدولية. وأوضح المتحدث الرسمي أن الاجتماع تطرق كذلك إلي تطورات مبادرة إنشاء منصة المليون مبرمج في إطار بناء قدرات الجهاز الإداري بالدولة، من خلال تأهيل وتدريب شباب الخريجين علي أحدث التقنيات العالمية في مجال تكنولوجيا المعلومات، وكذا إقامة مجمعات تكنولوجية داخل الجامعات الإقليمية. كما تم استعراض جهود تطوير ورفع كفاءة المستشفيات الجامعية، خاصةً في ظل مساهمتها في توفير الخدمات الصحية علي مستوي الجمهورية، إضافةً إلي دورها في تطبيق مبادرة القضاء علي قوائم انتظار الحالات الحرجة. وأضاف السفير بسام راضي أنه في إطار حرص الدولة علي تحقيق طفرة نوعية في مسار التعليم الفني والمهني ليتواكب مع احتياجات سوق العمل، فقد تمت مناقشة آخر تطورات إنشاء الجامعات التكنولوجية بعدد من المحافظات، فضلاً عن مبادرة »صنايعية مصر» التي تمثل تعزيزاً للدور الأصيل للجامعات والمعاهد الفنية في خدمة وتنمية المجتمع، من خلال رفع تنافسية الأيدي العاملة المصرية وخلق فرص عمل جديدة وتوطين الصناعة المحلية.