في ظل الأحداث الأخيرة التي تمر بها مصر عقب ثورة 52 يناير وما صاحبها من روح ثورية دبت في نفوس المصريين أيقظت فيهم فكرا جديدا في معالجة المشاكل الاجتماعية يتناغم مع المبادئ والقيم والعادات والتقاليد خاصة في صعيد مصر حيث ظهرت في الأفق الصعيدية بارقة أمل جديدة لحل مشاكل الثأر المزمنة من خلال حدوته مصرية صعيدية يتناولها منذ أيام أهالي قري محافظة سوهاج وكنت شاهد عيان وطرف أصيل منذ بدايتها وحتي نهايتها اسمها »أسعد عبدالحميد« الذي استطاع ان يحقن الدماء بين عائلته »الكيال« وعائلة »عبدالعزيز« بقرية قلقاو مركز سوهاج والتي استمر النزاع حولها لأكثر من ربع قرن عقب حادث مأساوي قتل فيه شقيقه الأكبر جمال عبدالحميد الذي لم يكن قتله متعمدا أو مدبرا من قبل الطرف الآخر ولكن مشيئة الله كانت لها الكلمة العليا حيث استقر ذلك الاعتقاد في قلب وعقل عائلته وخاصة والده وكأن القدر اراد ان يكافئ أهل القتيل علي صبرهم بان يجعل هذا الحادث نموذجا يحتذي به في حل المشاكل الثأرية داخل القرية وخارجها بالقري المجاورة حيث قام أسعد عبدالحميد بوضع حد لنهاية هذا الخلاف الثأري من خلال الترويج لثقافة ورؤي وأفكار جديدة ترتكز علي عدم اللجوء للعنف عبر خطة أدبية وثقافية تعتمد في المقام الأول علي أهمية احترام وتقدير الجاني للمجني عليه من خلال قيام الجاني بتنفيذ بعض الخطوات الأدبية التي تحمل بين طياتها احترام وتقدير للطرف الآخر »المجني عليه« وقد قام الجاني بتنفيذ كافة تلك الخطوات واضاف إليها حزمة من العناصر الأدبية التي تقنع المجني عليه بالرضا وقبول الصلح بعد ربع قرن من الجفاء وعدم تقبل الآخر.. واستهل الرجل خطته لتحقيق السلام باقناع عائلته وقاد في هذا الشأن مفاوضات صعبة نجح من خلالها في ادخال الطمأنينة في قلوبهم وعقولهم وتحولهم من حالة التوتر والحزن علي فقيدهم إلي حالة القناعة بقدر الله وعلي الجانب الاخر قاد الرجل مفاوضات شجاعة مع الطرف الجاني مصمما علي جعل هذا التصالح نموذجا يحتذي به في القرية والقري المجاورة ساعده في ذلك تصميم الطرف الآخر علي تقديم كافة العناصر المطلوبة بالاضافة إلي رجال مخلصين لديهم قناعات مماثلة لقناعات الرجل يتقدمهم الحاج حسن أحمد ضيف الله رجل الخير في سوهاج وخلف الله امام العمدة صاحب النموذج الفريد في حقن الدماء بين عائلتين عقب حدوث المشاكلة الثأرية بينهما بأربع وعشرين ساعة بجانب الكثير من شباب الفريد المثقفين وشيوخها المعمرين اصحاب الخبرات في تصالح العائلات الصعيدية. واختتم الرجل جهوده المضنية مع عائلته والطرف الآخر بان حمل خطة السلام الجديدة ليضعها أمام مدير أمن سوهاج ومساعديه واللواء عاصم حمزة المسئول الأول عن المباحث الجنائية بالمحافظة ومأمور مركز سوهاج وكمال الضبع رئيس مباحث المركز وهو الضابط الكفء الذي رفض رشوة ب51 مليون جنيه من تجار الآثار حيث قدموا للرجل كل عناصر التشجيع والمساندة لافكاره الجريئة والجديدة ونجح التصالح نجاحا مدويا تحت الحماية الأمنية لشعار أسعد عبدالحميد الذي ينادي بالاحترام والتقدير من جانب الجاني للمجني عليه مع دموع الحاضرين تأثرا بالروح الملائكية التي احاطت بمكان الصلح وهبت القرية والقري المجاورة مهرولة تجاه الرجل لحثه علي حل مشاكلهم الثأرية طبقا لطريقته الجديدة التي استلهمها من ايمانه بالله وروح ثورة 52 يناير.