أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أهمية عامل الوقت في إنجاز المشروعات والبناء والتنمية، وأشار السيسي إلي أن عنصر الوقت يعد أهم التحديات التي تواجه مصر والقارة الإفريقية، ومن الضرورة الحتمية التي تفرض علينا الأداء السريع.. وأضاف الرئيس السيسي، أن عامل الوقت يجب وضعه في الاعتبار كتحدٍ حقيقي، مضيفاً أن الأمن والاستقرار في القارة هما »استثمار» وإذا لم تستقر هذه القارة فسينعكس بالسلب علي مواطنيها. وتابع الرئيس »لابد من توفير البنية التحتية ومصادر الطاقة لإنجاز أي مشروع، وأن الفجوة بين دول إفريقيا والعالم ضخمة، فنحن في أفريقيا لدينا ظروف خاصة بنا ونحتاج لمد الجسور للربط بيننا وبين العالم».. جاء ذلك خلال مداخله للرئيس السيسي أمس في جلسة بعنوان »القيادة الجريئة والالتزام الجماعي: نحو تعزيز الاستثمارات البينية في أفريقيا» علي هامش فعاليات منتدي »إفريقيا 2018 بشرم الشيخ. وقال الرئيس السيسي، إن واقع نقص الخبرة والكوادر بالدول الإفريقية يمثل تحديا آخر يواجه القارة السمراء، لأن الخارج ينظر لهذا من خلال دراسات الجدوي التي يجريها علي تلك الدول قبل تقديم الدعم، متابعا: »لو كنا في مصر مشينا وراء دراسات الجدوي، وخليتها العامل الحاسم في حل المسائل في مصر، أتصور أننا كنا هنحقق من 20% إلي 25% فقط مما حققناه». وأضاف الرئيس، »ما أقوله ليس إغفالا للمسار العلمي، لكن كنت عاوز أشغل من 4 إلي 5 ملايين مواطن، وكنت بعتبر إن ده استثمار في حد ذاته، واستقرار الأمن والحفاظ علي الدولة من خلال إعطاء الأمل، وفرص للتشغيل بمشروعات مختلفة علي رأسها البنية الأساسية». وتابع السيسي: »قبل التحدث عن فرص التصدير للخارج، فلابد من تلبية المطالب المحلية، وهناك تحدي يجب الالتفات إليه وهو تحدي الوقت والزمن بمصر وأفريقيا. وتابع السيسي : »يا تري معدلات العمل اللي ممكن نتعامل بيها جوه بلادنا معدلات مناسبة ولا لأ، وهل نحن نتحرك في إفريقيا ومصر والعالم المتقدم سبقنا بسنوات طويلة هيتيح لنا الوقت والفرصة إن إحنا نتقدم بمعدلات متسارعة في ظل المعايير والسياسات المعمول بها». وأوضح الرئيس أن هذه المعايير والسياسات يمكن أن تكون النظريات الاقتصادية والمالية الحالية في بنوك التمويل في العالم». واضاف الرئيس »زملائي الموجودين معي في مصر يعلمون انني مندفع جدا في الأداء لإنجاز المشروعات، وأنه عندما أنجزنا مشروع قناة السويس الجديدة في عام واحد كانت شروط الحتمية هي الحافز للانتهاء. وقال السيسي ان الفجوة بين أفريقيا والعالم الآخر كبيرة وضخمة، مخاطبًا المسئولين والقادة في أفريقيا والعالم، قائلا: »عايزين تسيبوها كده ولا تساعدوا معانا»، مضيفا أن العالم أصبح قرية صغيرة، والأمن والاستقرار هو استثمار، مؤكدًا »إذا لم تستقر هذه القارة ويزداد معدلات الأمن سينعكس الأمر بالسلب علينا». وتابع السيسي: العالم كله حجز مكانه في الصناعة والتجارة وإحنا لسه مكاننا في أفريقيا، والوقت عامل حاسم لابد من وضعه في الاعتبار كتحد في أفريقيا ومصر، مضيفًا أن المسئولين عن التمويل يضعون معايير تمويل خاصة بهم، وفي أفريقيا لدينا معايير خاصة بنا. ووجه السيسي حديثه للمسئولين عن التمويل قائلًا: »هل يمكنكم بناء جسر بين الفجوة التي لدينا والمعايير التي لديكم؟، وأضاف الرئيس: المعايير تنطبق علي تقدمكم في أوروبا وآسيا» واوضح الرئيس أنه لابد من الوضع في الاعتبار أن القارة الأفريقية تفتقد الخبرات والكوادر كباقي الدول المتقدمة، متسائلاً: »هل المستثمرون مستعدون لتقديم خدمات تتناسب مع ظروف القارة؟». وأكد »السيسي» أن القارة الأفريقية تحتاج للدعم العلمي والخبرات للنهوض بها وتطويرها. ومن جانبه أكد سامح شكري وزير الخارجية، إن العلاقات بين دول القارة الإفريقية يجب أن تكون مبنية علي تبادل الخبرات والذي سيعزز تقدم إفريقيا للأمام، مشيرًا إلي أهمية الاستقرار لدي الدول الإفريقية. وقال سامح شكري، إن حجم الاستثمار بين الدول الأفريقية مازال يحتاج مزيداً من الجهد، مشيراً إلي أن مصر تتطلع من خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي العام المقبل تعزيز حجم الاستثمار بين دول القارة،. وقالت د. سحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، لدينا تكليف لتعميق وتعزيز العلاقات بين مصر والدول الأفريقية، لافتة إلي أنه تمت مناقشة جميع الفرص الاستثمارية المتاحة في لقاء لوزراء التجارة والصناعة في الدول الافريقية تم عقده في مصر منذ عدة أشهر. وأوضحت: ناقشنا خلال المنتدي كل الفرص الاستثمارية المتاحة بين مصر والدول الافريقية، والصناعة من اهم القطاعات التي يتم التركيز عليها، مؤكدة علي التعاون مع مؤسسات دولية كالبنك الدولي والبنك الأوروبي لإعادة التعمير وإتاحة التمويل للقطاع الخاص. ومن جانبه قال يوسف ولد التاه، رئيس البنك العربي للتنمية الاقتصادية بأفريقيا، إننا نحتاج الي زيادة الاستثمار في البنية التحتية والطاقة بأفريقيا، مشيرا إلي أن القارة الافريقية تزخر بالموارد البشرية والمادية. وقال يوسف بن إبراهيم البسام، رئيس المصرف العربي للتنمية الاقتصادية بأفريقيا، أن القارة الإفريقية بحاجة كبيرة إلي زيادة الاستثمار في البنية التحتية والطاقة بأفريقيا. ومن جانبه قال الدكتور أكينومي أديسينا رئيس البنك الإفريقي للتنمية، إنه يود أن يشكر الرئيس عبدالفتاح السيسي لما حققه من إنجازات كبيرة لبلده جعلها تقفز 8 ترتيبات في مؤشرات الأعمال، لافتا إلي أن إفريقيا هي المكان الخاص بالمستقبل وانها لن تتطور وتنمو إلا من خلال الاستثمارات. وأكد رئيس البنك الإفريقي للتنمية أن المشكلة ليست بضخ الأموال ولكن المشكلة في كيفية تطوير المشروعات وجذب رؤوس الأموال والتي يجب أن تكون مع من يحتاجونها. وقال وارنر هوير رئيس البنك الأوروبي للاستثمار، أن أفريقيا إذ تنفتح الآن علي الاستثمارات البينية فهي تنفتح كذلك علي العالم، موضحًا أنه بعد عقود طويلة من الحروب والكراهية في أوروبا جلسوا سويًا وفكروا في حلول سلمية للقارة. وأكد رئيس البنك الأوروبي للاستثمار علي أن أوروبا الآن تجني ثمار التعاون بينهم، والتجارة البينية، ويجب علي أفريقيا الانفتاح علي التجارة البينية. ومن جانبه قال جين لي تشون رئيس بنك الاستثمارات الآسيوية إن التعاون الدولي لتنمية القارة الأفريقية لم يكن علي المستوي المطلوب، مؤكدًا أن أفريقيا تحظي بإمكانيات ضخمة ومستقبل زاهر. وأضاف: أن البنك يتطلع إلي تنفيذ مشروعات في مصر.