نجاح منقطع النظير ذلك الذي حققه »منتدى أفريقيا 2018« الذى احتضنته مصر فى مدينة السلام شرم الشيخ والذى شارك فيه عدد كبير من رؤساء الدول والحكومات الأفارقة وعدد كبير من المنظمات الدولية والإقليمية. لاحظت السعادة فى أعين الشباب الأفارقة المشاركين فى المنتدى خلال حديثى مع عدد غير قليل منهم، ولاحظت الاهتمام الكبير من القادة ورؤساء الحكومات ، وتطلعهم لتحقيق التنمية المستدامة للقارة الأفريقية. مناقشات مثمرة على مدى يومين ولقاءات مؤثرة واتفاقيات واعدة لتحقيق مستقبل أفضل للقارة السمراء حتى تتبوأ مكانة أفضل بين قارات العالم.. نعم الرئيس عبدالفتاح السيسى نجح فى إعادة مصر إلى أفريقيا وإعادة أفريقيا إلى مصر التى تعد بوابة أفريقيا الشمالية ونقطة التقاء الحضارات.. الرئيس السيسى منذ أن تقلد الحكم وهو حريص على مد جسور التحاور بين مصر ودول القارة الأفريقية حيث أكد أكثر من مرة أن مصر فخورة بانتمائها الأفريقى وداعمة بكل ما تملك لإحداث نهضة تنموية كبرى في القارة السمراء التى تعد ثانى أكبر قارات العالم بعد آسيا وتبلغ مساحتها خمس الكرة الأرضية ويقطنها 1.5 مليار نسمة ، وهى القارة الغنية بثرواتها الطبيعية ، لكن جميع دول القارة خضعت للاستعمار الذى ترك آثاراً سلبية على سكانها ونهب ثرواتها. الآن أدرك الأفارقة أن قارتهم هى مستقبل الاقتصاد العالمى ، وأعتقد أن رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى مطلع العام المقبل من شأنها أن تدفع عجلة التنمية المستدامة فى القارة إلى الأمام. وخلال كلمته التى ألقاها فى حفل افتتاح «منتدى أفريقيا 2018» وضع الرئيس عبدالفتاح السيسى توصيفاً حقيقياً للقارة الأفريقية ، حيث قال إن أفريقيا هى «أرض الفرص الواعدة»، وإن مصر تعقد منتدى أفريقيا للعام الثالث على التوالى من أجل الاستفادة من الطاقات الشبابية بالقارة ومواردها الطبيعية لتحقيق آمال وتطلعات القارة نحو التنمية والرخاء ومزيد من التكامل الأفريقى وتسيير حركة التجارة بعد أن أطلق الاتحاد الأفريقى منطقة التجارة الحرة الإقليمية. الرئيس السيسى طالب دول القارة السمراء بزيادة الاستثمارات بينها لتنفيذ مشروعات عابرة للحدود ، ودعا المستثمرين لاستغلال الفرص الواعدة فى أفريقيا وتعميق التعاون والتكامل الاقتصادى لتحقيق التنمية والتقدم ، مشيراً إلى اعتزاز مصر بأفريقيا ، مؤكداً أن الاستثمارات المصرية فى أفريقيا ارتفعت من 1،2 مليار دولار لتصبح 10،2 مليار دولار ، وأشار إلى استعداد مصر لنقل الخبرات المصرية لدول القارة. وخلال كلمته فى الجلسة الافتتاحية أشار رئيس مدغشقر ايسوفو إلى بعض الحقائق الصادمة ، حيث أكد أن السوق البينية بين دول القارة الأفريقية لا تمثل سوى ٪15 فقط من حجم التجارة الأفريقية ، ولا يجب على الدول الأفريقية أن تتباكى على ذلك بل يجب عليها أن تتمسك بمستقبلها. وطالب رئيس جمهورية النيجر بإنشاء السوق الأفريقية المشتركة ، وتحقيق حرية الانتقال بين جميع الدول الأفريقية بداية من جنوب أفريقيا في الجنوب وحتى القاهرة شمالاً وقال إن قارة أفريقيا تضم 57 دولة ويبلغ عدد سكانها 1,5 مليار نسمة ، ولا يجب أن تظل القارة الأفريقية مجرد مخزن للثروات الطبيعية لقارات العالم، أو القارة الأقل تصنيعاً فى العالم.