أناط الشرع الحكيم مسئولية الاطفال وتربيتهم بالابوين أولاً ثم المجتمع والدولة ثانيا.. وكثيراً ما يذكر أهل الدين والعلم بحقوق الوالدين وفضل برهما والتحذير من عقوقهما ويغفل البعض عن التذكير بحقوق الابناء علي الاباء والمجتمع مما يؤدي الي خلل في التربية وثغرات في المجتمع وبعض الانحراف.. فما هي حقوق الطفل في ضوء القرآن والسنة وهي الحقوق التي نصت عليها احدي فقرات قانون حماية حقوق الطفل والمستقاة من الشرع والفقة فقالت: »لكل طفل منذ ولادته حق علي الابوين والمجتمع والدولة في الحضانة والتربية والرعاية المادية والعلمية والادبية كما تجب حماية الجنين والأم واعطاؤها عناية خاصة«. وحول حقوق الاولاد علي الوالدين في الشريعة الاسلامية يقول الشيخ عمر الديب من علماء الأزهر الشريف: كما أكد الاسلام علي حقوق الوالدين وجعل عقوقها من أكبر الكبائر حيث علي حقوق الطفل ومنها حسن تربيته ورعايته وحفظه منذ كان جنيناً في بطن أمه ووضع الرسول صلي الله عليه وسلم لنا ميثاقاً لينشأ نشأة صالحة حيث سأل أحد الصحابة الرسول صلي الله عليه وسلم كيف يربي طفله فأجابه الرسول: «داعبه سبعاً وأدبه سبعاً وصاحبه سبعاً ثم اطلق الحبل علي الغارب» ويعني ذلك ان الطفل في السبع سنوات الأولي لا يحتاج الي تأديب أو تعنيف أبويه وانما المداعبة محبة في هذه السنوات الي التقليد والمحاكاة لتحركات والديه وتصرفاتهما فينشأ سوي النفس وضرب لنا الرسول صلي الله عليه وسلم مثلا في ذلك فكان يتعامل مع احفاده الحسن والحسين بلطف إذا حضرا إليه وهو يخطب علي المنبر فينزل ويقبلهما ثم يصعد ليكمل الخطبة واذا صعدا علي ظهره وهو ساجد يصلي يتركهما حتي يبتعدا دون تعنيف لهما ويفعل ذلك أيضا مع بناته وفي السبع الثانية يستقي الطفل من والديه ومربيه الافعال التي تقربه من الله قال الرسول صلي الله عليه وسلم: مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر.. ولا مانع من تعويده علي ارتياد المساجد بقصد التربية الدينية ولا تتم بالعصا والضرب وانما الاقتداء بالرسول الذي كان يستخدم العود للضرب دون ايذاء كما نسمع الآن عن العقاب المبرح لبعض الاباء لابنائهم فيؤدي الي هلاكهم وهذا اجرام في حق الطفل يجعله غير سوي نفسياً وانساناً لا يفيد نفسه ولا مجتمعه أما السنوات السبع الثالثة أي بعد بلوغ 14 سنة فهي مرحلة المصاحبة فيصحبه معه الي الاماكن التي يجب ان يرتادها الشاب الصغير ليعلم صلة الارحام واداء الواجبات الاجتماعية كزيارة مريض أو زيارة قريب أو تقديم واجب عزاء أو حضور عقد قران وغير ذلك من المناسبات ليعتاد علي صلة الارحام والالتزام بالمودة الاجتماعية التي يفتقدها معظم الابناء هذه الايام، ثم تأتي المرحلة الاخيرة وهي اطلاق الحبل علي الغارب عند بلوغ 21 سنة وهو ما تعترف به المحاكم والدول والبنوك وغيرها وكل هؤلاء استقوا هذه السن من الرسول صلي الله عليه وسلم ليسلك الشاب حياته ولكن ان كان مازال في مرحلة التعليم فلابد من التكفل به. بيئة صحية ويقول د. حاتم عبدالمنعم أحمد استاذ علم الاجتماع البيئي بجامعة عين شمس: من الحقوق التي اضيفت الي الطفل بجانب حقوقه المعروفة.. حقوقه البيئية لانه للأسف هناك بعض الدول التي مازالت تقصر في هذا المجال.. ويمكن تلخيص أهم هذه الحقوق في المحافظة علي بيئة الطفل من التلوث حيث يتعرض الاطفال لتلوث الهواء الذي يستنشقه والماء الذي يشربه حتي الغذاء الذي يتناوله بجانب انتشار الضوضاء والقمامة والتلوث البصري والسمعي بأشكاله المختلفة.. والمشكلة اننا في بعض الاحيان نصنع هذا التلوث مثل إضافة مكسبات الطعم واللون والرائحة لطعام الاطفال!! أيضاً عدم توفير مسكن ملائم حيث يحرم أطفال العشوائيات من الحياة الكريمة التي تلائم الخصوصية والنمو النفسي والوجداني السليم رغم انه في مرحلة البناء والتكوين. وحقه في المحافظة علي الموارد الطبيعية لوطنه فقد وهب الله مجموعة من الموارد الطبيعية غير المتجددة مثل البترول والغاز وهذه الموارد حق لجميع الاجيال يجب المحافظة عليها من خلال ترشيد استهلاكها ولا يحق لجيل دون آخر ان يستهلكها.