رأسيا: (1) اذا جلست مع أحد الليبراليين المصريين لا تتعجب اذا حذرك: "إلحق، الثورة بتتخطف" واذا سألت: من مين؟ رد عليك: الاسلاميون، واذا انتقلت الي الضفة الاخري من نهر السياسة المصرية الهادر والهائج وجلست مع الاسلاميين ستجدهم يتهمون الليبراليين بنفس التهمة: خطف الثورة، وكأن الثورة شنطة حريمي او سلسلة في رقبة امرأة، مر بلطجي بموتوسيكل سريع وخطفها. الكل يتهم الكل بأنه لم يقفز الي قطار الثورة إلا بعد أن تأكد من نجاحها او كانوا آخر من دخل ميدان التحرير وأول من خرج منه. وتستمر الاتهامات فيدعي الجميع علي الجميع انه رفض النزول الي الشارع يوم 25 يناير والمشاركة في الشرارة الاولي للثورة، ولو صدقنا هذه الاتهامات، لن يكون امامنا إلا احتمال واحد وهو ربما جاءت عفاريت من تحت الارض لتشارك شباب مصر ثورتهم. وهكذا وجد ازلام النظام ولا أقول فلوله الفرصة لضرب الجميع في مقتل وبث الفرقة بين القوي الاساسية المعادية لنظام الديكتاتور حسني مبارك.ولو استمر الحال علي ما هو عليه بانشغال الليبراليين بالاسلاميين لافشال كل منهم لمشروع الآخر فلن ينجح الا مشروع ازلام مبارك، لنجد هؤلاء الازلام يمثلون الاغلبية في البرلمان القادم، خاصة ان رجال الاعمال الذين رفلوا في نعيم مبارك يمتلكون اموالا هائلة تمكنهم من شراء الاصوات في المجلس القادم، ليضع نواب الحزب الوطني الدستور الجديد ، وليس الاخوان المسلمين الذين يثير اسمهم الرعب في كل يساري وليبرالي دون ان يحس بذرة خوف من الخطر الداهم: ازلام مبارك. يجب ان تعود كل القوي الي وحدة الثمانيه عشر يوما من الثورة، الي لم يرفع فيها شعار او هتاف حزبي او طائفي او فئوي واحد، بل توحد الجميع تحت شعار اسقاط النظام. لو حسبت القوي السياسية المسألة بشكل صحيح فسوف تجد ان القواسم المشتركة التي تجمعها أكثر من تلك التي تفرقها، فمن يرفض إقامة دولة العدل والحرية والمساواة، دولة القانون الذي لايميز بين مسلم ومسيحي، دولة حرية الاعتقاد والرأي والتعبير والصحافة. هذه القيم الكلية هي التي تجمعنا، فتعالوا نستظل بها ونتحزب ونتحيز لها، تذكروا العيش والملح وبرودة أسفلت ميدان التحرير في زمهرير يناير وفبراير، تذكروا اخوانكم الذين استشهدوا بجواركم او فقدوا عينا، او امطرت اجسادهم بالرصاص، كل هؤلاء لهم حق عندكم. اتحدوا يرحمكم الله ويخلصكم من ازلام مبارك، هم العدو فاحذره. (2) غادرت مصر الاربعاء الماضي بجسدي الي الصين، دون أن أفارق هذا الوطن الجميل بقلبي أو جوارحي. وفي كل شارع هنا او زقاق (لا تستغرب اقامت الصين مشروعا حضاريا للحفاظ علي أزقة الصين القديمة باعتباره ارثا ثقافيا مهما للبلاد) لا اترك اللاب توب، فجميع الفنادق هنا توفر الانترنت سريع الموجة(البرودباند) مجانا، اعرف ما يجري في مصر لحظة بلحظة، عدد المرشحين لنقابة الصحفيين، تطورات الجمع والمليونيات، كل شيء اعرفه، لذلك أود أن أقبل يد العالم الانجليزي الاصل تيم بيرنرز لي ، الذي اخترع الانترنت، واعتقد ان هذا الرجل الذي لا ازكيه علي الله سوف يدخل الجنة وسيغفر الله ذنوبه ولو كانت ملء البحر، فقد ساعد علي تواصل البشر بحاجة ببلاش كده (اتواصل يوميا مع زملائي بجريدة الاخبار ومع اسرتي بالمنزل كما لوكنت جالسا بالقاهرة رغم ابتعادي الاف الاميال عن عاصمة المعز) كما ساعد علي تحسين حياة الناس في كل الدنيا. الحياة بدون لاب توب"قلتها احسن" أفقيا: (1) لا اعتقد ان مستوردي مصر"هيوردوا علي جنة"، كل اهلي واسرتي واصدقائي حملوني بقائمة طلبات، فلا بد من زائر الصين ان يلبيها خاصة وان المعروف عندنا ان السلع الصينية رخيصة السعر، رخيصة العمر، تنهار في يدك بمجرد اللمس. العكس هو الصحيح هنا البضائع الصينية عالية الجودة ومعمرة جدا، لكنها مرتفعة السعر، ناقشت بعض مسئولي التجارة في الصين عن مشكلة قلة جودة السلع الصينية التي تباع في مصر بأثمان زهيدة، قالوا: المسئول عن ذلك هم المستوردون المصريون الذين يريدون تحقيق اعلي معدل من الارباح فيطلب اي شيء وكل شيء بأقل قدر من الجودة، وكان ردي: لماذا يجاريهم المصنعون هنا وينتجون هذه المواصفات الخاصة الرديئة، الا تخشون علي سمعة منتجاتكم ، لقد اصبحت كلمة سلعة صينية في مصر مرادفة لكلمة مضروبة؟ انزعج الرجل من كلامي وقال : اذهب الي اي مدينة في العالم- غير القاهرة طبعا - وستعرف سمعة بضائعنا، ولو كانت رديئة ما مال الميزان التجاري مع الولاياتالمتحدة لصالحنا، نحن فخورون الان ان واحدا من كل جهازي لاب توب يصنع في الصين، المشكلة عندكم لان المصنعين الصينيين لايمكن ان يرفضوا طلبات استيراد ضخمة من مصر حتي ولو كانت قليلة الجودة، فالمسئولية هنا تقع علي المستورد حتي اننا نكتب في العقود انها مصنعة حسب مواصفات المستورد. اتقوا الله يا مستوردينا وراعوا عباد الله المصريين الذين يريدون حقا سلعا رخيصة ولكن بقدر معقول من الجودة. (2) سألنا في الصين: لماذا اغلقتم الفيس بوك بالضبة والمفتاح؟ ولماذا فرت شركة جوجل من الصين الي هونج كونج؟ علي السؤال الثاني رد المسئول الحكومي لمنطقة شيندو للتكنولوجيا عالية التقدم بأن جوجل لم تفر او تهرب بل انتقلت الي هونج كونج، والاخيرة هي جزء من الصين. اما السؤال الاول فكان الرد ما معناه" لا تسألوا عن اشياء ان تبدي لكم تسوءكم"