لا تتوقف انجازات المجلس القومي للرياضة برئاسة المهندس حسن صقر عند بوابة تطوير المنشآت وإثراء البنية الأساسية الرياضية ورعاية قاعدة اللعبات والوقوف خلف المنتخبات الوطنية بالمساندة والدعم.. وإنما تخطت هذه الانجازات الملموسة إلي محاولة الوصول إلي الأساليب والطرق المثلي في توطيد ودعم العلاقات بين المؤسسات الرياضية خاصة بعد »تطبيع« العلاقة بين المجلس القومي واللجنة الاوليمبية عقب سنوات من العداء الذي لم تكن تخطئه العين رغم محاولات تجميل الصورة في المناسبات العامة والخاصة. وجاءت انتخابات الاتحاد العربي لكرة القدم لتفتح ملف »دبلوماسية« الرياضة وعلاقاتها مع العالم الخارجي مثلما يسير النهج في مجال السياسة.. وهي الفكرة أو الدعوة التي ينادي بها المهندس حسن صقر عند الحديث معه عن إفرازات انتخابات الاتحاد العربي.. وقد أشار مبدئيا أن هذه الانتخابات شأن خاص بالاتحاد العربي وفي نفس الوقت شأن خاص لنا في مصر مادام هناك مرشحون لمقاعد الاتحاد.. لكن القضية ليست في طبيعة ما جري من تربيطات لأن اللعبة الانتخابية في الأصل مبنية علي التربيط داخليا وخارجيا وفي أي مؤسسة رياضية في العالم.. والتربيط لا يحدث في يوم وليلة وفي مكان محدد تجري فيه الانتخابات وتوقيت معين تنتهي به العلاقة بين كل الأطراف.. وإنما تأتي الانتخابات كمحصلة نهائية للدور الذي يقوم به أي اتحاد وطني وحجم ونوعية علاقاته مع الخارج.. ومن هنا تبرز أهمية ان تستخدم اتحاداتنا الرياضية مصطلحا سياسيا هو »الدبلوماسية«.. التي تهدف إلي تعميق العلاقات الدائمة بين اتحادات الداخل واتحادات الخارج.. فليس منطقيا ان يذهب مرشح مصري إلي خارج الحدود باحثا عن منصب أو مقعد في اتحاد قاري أو إقليمي أو دولي لمجرد أنه سيبذل جهدا في مكان التجمع أو أنه أجري مجموعة من الاتصالات الهاتفية مع نظرائه في الاتحادات الأخري، أو أنه حتي قام بزيارة سريعة مفهوم منها للوهلة الأولي أن أهدافها انتخابية.. بل يتدعم موقفه وتزداد فرصته من واقع ممارساته واتصالاته وعلاقته علي المدي الطويل وعمق الروابط والعلاقات والمصالح المتبادلة مع الاتحادات الخارجية وهذا ما نريد ان نتبناه في مصر لكي تكون جسور العلاقة ممتدة وحيوية ومفيدة بين الرياضة المصرية والخارج لكي يسهل بعد ذلك البحث عن مواقع مهمة للكوادر المصرية في المؤسسات المصرية الدولية والاقليمية والقارية.. كان ذلك هو رأي المهندس حسن صقر وتعمد أن يكون رأيا عاما دون الدخول في تفاصيل العملية الانتخابية في الاتحاد العربي لأن ما يجمع مصر والسعودية أكبر بكثير من الحديث عن انتخابات لها وما عليها من ملاحظات في أي مكان في العالم.. وهي ايضا دبلوماسية من رئيس المجلس القومي الذي تجمعه علاقات وطيدة مع المسئولين عن الرياضة العربية بحكم الدور الدبلوماسي الذي يتشابه في الرياضة والسياسة.. وأعود إلي انتخابات الاتحاد العربي للاشارة إلي حقيقة مؤكدة وهي انها شهدت خلطا بين العام والخاص.. وكان سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة المصري يستحق موقعا مؤثرا في الاتحاد العربي لأنه ببساطة رئيس لأكبر الاتحادات الوطنية العربية بحكم ان مصر الشقيقة الكبري في كل المجالات وتلقائيا يجب ان تكون الشقيقة الكبري في الرياضة.. لكن كانت تقديرات زاهر غير صحيحة قبل وبعد الانتخابات.. فحساباته أخطأت من البدية في تقدير الدور الذي يمكن ان تلعبه قيادات الاتحاد العربي في المصالحة بين الاتحادين المصري والجزائري لأن هذه المصالحة تحتاج أولا لقرار سياسي الذي لم يكن موجودا في الجزائر حتي يستطيع محمد روراوة رئيس الاتحاد الجزائري للكرة المبادرة بالصلح أو الاستجابة لمبادرة الأمير سلطان بن فهد.. والأ مير سلطان بالتأكيد حاول وسعي للمصالحة وتحدث مع محمد روراوة لكنه فوجئ به يؤكد استحالة الاستجابة لأية مبادرات لأنه لم يحصل علي الضوء الأخضر من الجزائر.. انتهي الأمر عند ذلك لأنه من المستحيل ايضا ان تفرض الرياضة قرارا علي السياسة الأعم والأشمل.. وبعد الانتخابات أخطأ سمير زاهر التقدير أيضا لأنه تسرع وهاجم قيادات الاتحاد العربي لأنها لم تساعد علي المصالحة وكذلك لم تساعد في التربيط لكي يحتل زاهر منصب نائب الرئيس ويحصل علي أكبر الاصوات في المكتب التنفيذي.. ولم يكن الاتحاد العربي يملك ذلك وحتي لو امتلكه فإن هناك منافس واضح هو محمد روراوة الذي له حسابات أيضا وله تأثير لا يمكن تجاهله علاوة علي ان سمير زاهر تأثر بواقعة قديمة عندما انسحب من احد الاجتماعات وهو تصرف لا يقبله الاشقاء العرب بسهولة. ويستمر الخطأ حتي الآن بالايحاء لبعض اعضاء مجلس ادارة الاتحاد للادلاء بتصريحات تهاجم الاتحاد العربي بقياداته السعودية بينما يختفي وراءهم سمير زاهر وهي لعبة ربما تأتي بنتائج خطيرة خاصة ان الاتحاد لا ينسي ان مجلس الجبلاية رحل فجأة بسبب مشكلة بعد مباراة مصر والسعودية في بطولة كأس القارات.. فهل يري زاهر أنه راحل بعد انتهاء فترته القانونية ولا مانع من رحيل الآخرين بالإلحاح في قضية نحن الذين اسأنا التقدير فيها والحديث بلغة عدائية تحمل الكثير من المبالغة في توصيف عواطف العرب تجاه مصر لأن قادة الرياضة في العالم العربي كانوا أول من هنأ بانجازات منتخبنا ومنهم من طلب تكريم الفريق..