لا يضيفون شيئا، بل يستنزفون، ولا ينفعون أبدا، لكنهم يضرون دوما، أولئك هم المؤلفون الزائفون الذين يصطنعون الكتب، وهم في الحقيقة - خاوون فارغون، محرومون من الموهبة، ومن القيمة في كل ما يقدمون، والمشكلة أنهم يزاحمون الأصلاء، ويحدثون الفوضي في دنيا النشر، ويسممون الأجواء في عالم الكتاب الذي أضحي ممرورا بسبب ممارسات هؤلاء العاجزين الزائفين، من المؤلفين الأرشيفيين، حيث يتصدي الوقح منهم لتأليف كتاب، كسبوبة لجلب مكافأة من إحدي مؤسساتنا الثقافية القومية، وقنص مبلغ من مال ميزانيات هي في الأصل ضئيلة، يصدعون رؤوسنا دائما بأنها عاجزة عن الوفاء بالتزامات تقديم الأدوار المعرفية المفيدة إلي الناس، وفي ضوء حقيقة أن العملة الرديئة تزيف الواقع، وتهيل التراب دائما علي العملة الأصيلة الجيدة، يلقي هؤلاء الأرشيفيون المزيفون فضلاتهم في نهر الحياة الثقافية فيلوثونه، فهؤلاء المؤلفون المزيفون لا يفعلون شيئا سوي استدعاء معلومات معروفة سلفا ووضعها بين دفتي كتاب مع بعض حيل التنميق والتزيين، حيث يتحول حملة الأقلام إلي »مزينين» علي يد أولئك المجرمين الذين يتعاملون مع الكلمة علي أنها حذاء للوصول إلي الأغراض الدنية، ولا يعني حديثي هذا أنني أقلل من شأن المتخصصين في »الأرشفة»، ولكن المستهجنين لدي المنصفين هما أولئك الذين احتقروا مهنتهم، وأخذوا يتسللون بمكر وخديعة إلي أدوار ليست لهم، حيث أصروا علي أن يكونوا مؤلفين، وكتابا مشاهير، ولا يهم بعد ذلك قيمة ما يقدمون، فالأصل في التأليف هو أن صدور كتاب ما يجب أن يضيف جديدا إلي قرائه، فأية دراسة يجب أن تصل إلي نتائج غير مسبوقة، حتي نصفها بالأصالة، أما كتب أولئك المؤلفين المزيفين، فمجرد اجترار لمعلومات معروفة سلفا، والهدف هو ملء الصفحات، لصناعة بل قل اصطناع كتاب، جلبا لمكافأة ما، مما خيم علي أفق النشر حيث انتشرت هذه الكتب بصورة وبائية، ومحت من وعينا ملامح التأليف الأصيل، والكتابة المبتكرة، وإذا كان بعض ناشري القطاع الخاص، قد وقعوا في فخاخ تلك الخدعة الخطيرة، جريا وراء المكسب السريع، فما مبرر المؤسسات الثقافية القومية، وبعضها متهم بإهمال أدواره في توصيل الخدمات الثقافية إلي مختلف ربوع بلدنا المكافح