الدبلوماسية الشعبية مهدت الطريق لعودة العلاقات المصرية الاثيوبية.. هذا مضمون ما أكد عليه نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الاثيوبي هيلا ماريم ديسالين في حواره الخاص مع الاخبار والذي حضره النائب مصطفي الجندي المنسق العام للدبلوماسية الشعبية المصرية. الاخبار.. عودة العلاقات المصرية الاثيوبية هي أحد أهم نتائج ثورة يناير، والدبلوماسية الشعبية مهدت لهذه العودة فكيف تري مستقبل العلاقات بين مصر واثيوبيا؟ اثيوبيا لديها النية والاستعداد التام لفتح صفحة جديدة من العلاقات مع مصر خاصة وان الرؤية الحالية تشير الي ان مصر علي مشارف عصر جديد من الحرية والديمقراطية والزيارة الحالية للوفد الاثيوبي برئاسة رئيس الوزراء ميلس زيناوي للاعتراف بنجاح الثورة ودعمها لان اثيوبيا تقف علي مسافة واحدة من جميع الدول الافريقية الا مصر والتي تحتل مكانة خاصة لدي الشعب والحكومة الاثيوبية. كما نتمني خروج مصر بسلام من الفترة الراهنة، لاننا ننظر الي مستقبل قوي من العلاقات مع مصر واثيوبيا كأبناء حوض النيل، لان مصر دائما هي الاقوي وهي القائد. الأخبار.. وماذا عن آخر التطورات في ملف النيل وقضية السدود الاثيوبية؟ لم نأت الي مصر فقط للتحدث عن السدود الاثيوبية ومياه النيل فقط ولكن جئنا للتأكيد علي نجاح الثورة واهميتها وان نساعد علي ان تصل مكتسبات هذه الثورة الي الشعب المصري. كما اننا جئنا لتوصيل رسالة واضحة الي الشعب المصري مضمونها اننا معهم ولا نستهدف ولن نسعي او نرضي الاضرار بمصر لاننا نعلم ان ثورة مصر هي ثورة قلوب حماها الله ودعمها الي نهايتها. الأخبار: ما هي اخر المستجدات في موضوع اللجنة المصرية السودانية الاثيوبية المشتركة لدراسة الجوانب الفنية للسد الاثيوبي. قبل الحديث عن اللجنة العلمية أود ان أؤكد علي ان اثيوبيا لا توجد لديها اي نية او رغبة في الاضرار بمصر ولكن نريد ان تعود الثقة الي الشعبين المصري والاثيوبي بأن المصالح المشتركة والمنافع بين البلدين قائمة.. كما أؤكد علي ان اقامة السد لن يؤثر سلبا علي مصر ولن يلحق بها اضرارا ولكن سيعود بالنفع علي الجميع لأننا جميعا ابناء نيل واحد ولا يحق لاحد منا الاضرار بمصلحة الاخر. وما يخص موضوع اللجنة العلمية المشتركة فإن اثيوبيا بادرت وقدمت الاسماء التي ستشارك من جانبها في اللجنة وقامت مصر مؤخرا بنفس الخطوة ونحن الآن في انتظار الرد السوداني علي طلب تشكيل اللجنة من جانبها لكي تبدأ اعمالها علي الفور. وسوف تقدم اثيوبيا جميع التسهيلات للجنة لبحث مشروع سد الالفية والوقوف علي الجوانب الفنية له والمنافع والاضرار الناتجة عنه لكي تطمئن مصر والسودان علي جدية اثيوبيا فيما قالته علي ان السد سيعود بالخير علي مصر والسودان قبل اثيوبيا ولكي يطمئن المواطن المصري علي عدم المساس بحقه في مياه النيل. الأخبار: وكيف تري زيارة الوفد الاثيوبي الي مصر؟. هناك صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين تعتمد علي التعاون في شتي المجالات الاقتصادية والاستثمارية والسياسية ولكن الأهم من ذلك هو ضرورة وجود عامل الثقة بين البلدين وتجنب مشاعر الشك حتي تستمر العلاقات في الاطار الصحيح للمستقبل.. الي جانب إعادة تأسيس العلاقة بين مصر واثيوبيا بعد فترة طويلة من التوتر وفتح حوار جاد يجمع الطرفين علي اساس المصلحة المتبادلة وعدم إلحاق الضرر بالآخر. الأخبار: وكيف تري دور الدبلوماسية الشعبية في إعادة العلاقات الي مسارها الصحيح؟. الدبلوماسية الشعبية المصرية ساهمت بشكل كبير في إعادة العلاقات بين مصر واثيوبيا خاصة مع وجود مصري مخلص ومحب لبلده ولافريقيا مثل مصطفي الجندي. وزيارة الوفد الاخيرة لاثيوبيا كانت جيدة بشكل كبير لم تشهده اثيوبيا من قبل. ويؤكد علي جدية الطرفين في إعادة العلاقات بين البلدين والثورة المصرية يجد ان تدعم لثقافة حوار الشعوب وعدم الاكتفاء بحوار الحكومات . الأخبار: وماذا عما وصلت اليه نتائج زيارة الوفد الشعبي لاثيوبيا؟ الدبلوماسية الشعبية نجحت فيما فشلت فيه الدبلوماسية الرسمية وما قرره رئيس الوزراء الاثيوبي ميليس زيناوي ووعد به الوفد من إعلان تجميد الاتفاقية الاطارية الكاملة لدول حوض النيل لا رجعة فيه لحين تشكيل برلمان جديد ورئيس جديد لمصر وحكومة منتخبة لإعادة النظر في الاتفاقية. الأخبار: من المعروف ان اثيوبيا تضم أعراقا واجناسا وديانات مختلفة.، فكيف تتعامل الحكومة الاثيوبية مع هذا الكم الهائل بما يضمن عدم المساس بمدنية الدولة وحقوق المواطنة؟ الاساس في هذا النقطة المهمة هو التوحد والتوافق.. فيجب علي الجميع ان يتوافقوا وان يتحدوا علي رفعة شأن بلادهم.. كما ان العمود الفقري لاي دولة مستقرة هو المساواة بين حق الفرد وحقوق الجماعة.. والفصل بين الحقوق الدينية والحقوق الفردية والحفاظ علي حقوق الطوائف في اظهار وابداء رأيها بحرية وآمان كما يجب علي الجميع ان يتحدوا ويتجمعوا أعلي الافتخار بتاريخهم ونهضتهم.