أكدت مصر واثيوبيا علي عمق العلاقات التاريخية الوثيقة بينهما، وتطلعها لتنمية هذه العلاقات ودفعها خلال المستقبل في إطار فتح صفحة جديدة للتعاون بين البلدين ترتكز علي تحقيق المصالح المشتركة للبلدين وشعبيهما، واتفقت كل من مصر واثيوبيا علي إنشاء آلية للحوار السياسي بين البلدين علي مستوي رفيع برئاسة وزيري الخارجية، تلتقي بصفة دورية لضمان استدامة ما تم اخذه من قرارات لتقوية العلاقات ودفعها. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك لرئيس وزراء البلدين د.عصام شرف وميليس زنياوي، والذي عقد ظهر أمس بمقر مجلس الوزراء عقب جلسة المباحثات المصرية الاثيوبية برئاسة رئيسي وزراء البلدين. أكد شرف في بداية المؤتمر علي أن العلاقات المصرية الأثيوبية تغلفها ثقافة مشتركة ويحميها نهر النيل. وقال إنه قام بزيارة أثيوبيا منذ أربعة شهور في إطار توجه الحكومة نحو افريقيا. حيث تم خلال هذه الزيارة الاتفاق علي فتح صفحة جديدة للتعاون بين البلدين تقوم علي تحقيق المصالح المشتركة ومستقبل أولاد البلدين وأحفادهم. وأضاف شرف أن زيارة زيناوي إلي مصر اليوم تؤكد جدية البلدين في فتح الصفحة الجديدة للتعاون ودفع العلاقات بينهما في مختلف المجالات. أشار إلي أن المباحثات بينه وبين زيناوي تناولت موضوعات مختلفة ومتعددة تصب في رغبة البلدين نحو دعم التعاون الثنائي، كما تصب في الإطار الافريقي وتدعم أن مصر واثيوبيا دولتان من دول حوض النيل. أوضح شرف أن المباحثات أكدت اتفاق البلدين عل ضرورة توفير كل التسهيلات الممكنة والاستفادة من المقومات المتاحة لكليهما للقيام بمسئوليتهما التاريخية نحو القارة الافريقية ودول حوض النيل. أشار شرف إلي أن الاستثمارات المصرية لاثيوبيا بلغت خلال الفترة الأخيرة 2 مليار دولار، كما شهدت هذه الفترة تزايدا هائلا في التعاون بين المستثمرين في كلا البلدين. وردا علي سؤال حول سد الالفية قال شرف: في الحقيقة أنا أري إنه من الصعب أن تترك رسالة لابنائنا أن مجرد اقامة سد كان بمثابة مشكلة بين بلدين تمتد بينهما علاقات تاريخية، فمن العار أن تكون هناك مشكلة من أن بلدا تريد أن تمنع التنمية في بلد آخر.. وأوضح شرف أنه لمس في مباحثاته مع زيناوي اتفاقهما في الرأي وأنه بالامكان أن نجعل من السد ممرا للتعمير في مصر والسودان واثيوبيا. وأكد ميليس زيناوي أن زيارته إلي مصر تعد تدشينا للعلاقات الوثيقة بين مصر واثيوبيا والتي تمتد لأكثر من ألف عام وقال إن نهر النيل بمثابة جسر للتواصل بين مصر وأثيوبيا وأن كل الأطراف ذات الصلة في النهر يجب أن يستفيد منه دون اتاحة أي استغلال من طرف علي حساب طرف آخر وهذا ما يجب أن نشدد عليه. وقال زيناوي إنه اتفق مع شرف خلال مباحثاتهما علي التخطيط الاستراتيجي للتعاون الثنائي بينهما كجزء أساسي في فتح الصفحة الجديدة للتعاون، مؤكدا علي أن نهر النيل ركيزة أساسية للتعاون ولكن هناك أطر أخري كثيرة مهمة لدعم التعاون المشترك تتعلق بزيادة التبادل التجاري والاستثماري ودعم التعاون الثنائي بالإضافة إلي التعاون علي المستوي الاقليمي. وردا علي سؤال حول الاتفاقية الإطارية، قال زيناوي إن حسم هذه المسائل سيتم في إطار واتجاه جديد وعلينا أن نحدد الآليات الخاصة بذلك وأن يكون تحقيق ذلك مرتكزا علي استفادة جميع الأطراف وليس لطرف علي حساب آخر. وأضاف زيناوي لقد قمنا بتأجيل التوقيع علي الاتفاقية، حتي تقوم مصر بدراستها وابداء قرارها فيها، واعتقد أن مصر سوف يكون لها دور رائد فيها.