عندما تتعدد الأسئلة وتنتفي الأجوبة، يكون الخلل، الأسئلة بلا حصر، وخلال الأيام الماضية يستوقفني من أعرف ومن لا أعرف ويكون السؤال: نحن إلي أين؟، ولا أجد إجابة، داخلي تتردد أسئلة شتي سأوردها كما هي وكما ترد علي الذهن! أين مؤسسات الأمن المصرية ذات التاريخ الطويل والتجربة والخبرة؟، أين المخابرات العامة، أين الأمن القومي وطبقا لما أعرفه فهذا جزء منها، لماذا تبدو المخابرات العامة غائبة؟ صحيح ان نشاطها يدخل في نطاق السرية بطبيعته، ولكن ألم يكن معرفة ما يدبر ليوم الجمعة الماضي؟ ألم يكن معرفة نوايا أولئك الذين قاموا بالهجوم علي السفارة الإسرائيلية، وإهانة وزارة الداخلية التي كان مشهد مبناها المغلق، الخالي تماما من أي حماية مخزيا ومؤشرا خطيرا لانهيار الدولة؟ أين المخابرات الحربية؟ أين هذه المؤسسات العريقة والتي يجب أن تهتم بموقع السفارة الإسرائيلية، ليس بهدف حمايتها فقط، إنما لأسباب عديدة؟ هل ثمة موقف في الأمن القومي يماثل الموقف في الداخلية؟ هل أصبحت مصر مكشوفة أمنيا؟ لماذا لم تتسلم المخابرات الحربية المسئولية عن سيناء بدلا من الشرطة؟ إنها الجهة الوحيدة ذات الخبرة والصلة الوثيقة بالقبائل وعاداتهم وأعرافهم؟ ان جزءا كبيرا من مشاكل سيناء الحالية ترجع إلي عدم فهم الشرطة لطبيعة العلاقات والموروث الخاص بسيناء، هل يوجد في اتفاقية السلام ما يحول دون تقدم المخابرات الحربية لتحمل مسئولياتها؟ لماذا لا يتم تشكيل مجلس أعلي للأمن القومي يتم من خلاله حشد الجهود لجميع المؤسسات التي ماتزال سليمة ولكنها تبدو بعيدة عن الساحة، أو تلك التي تأثرت بأحداث الثورة؟ لماذا لا تتم مصارحتنا بحقائق الموقف؟ ما فائدة التمسك بوزارة إعلام يبدو أداؤها باهتا وكأنه ظل للماضي؟ ما فائدة مثل هذه الوزارة إذا كانت عاجزة عن توصيل قبس من الحقيقة؟ ماذا تؤدي الهيئة العامة للاستعلامات بآلاف العاملين فيها ومكاتبها المنتشرة في العالم؟ لماذا التخاذل مع الدول العربية التي تهدد أمن مصر علنا، وتمول التنظيمات الموالية للمذاهب السائدة فيها؟ لماذا نفس الأداء القديم مع هذه الأنظمة التي ترتجف هلعا من آثار الثورات العربية خاصة الثورة المصرية، لماذا الإقدام علي تصرفات صغيرة مثل إغلاق محطة تليفزيونية، الإغلاق والتضييق لم يعد لهما مكان في عالم اليوم. متي ندرك ذلك؟ متي نعرف ما ينتظرنا، متي، لماذا، كيف، لم، أين؟ فقط التساولات وما من إجابات!!