لا حديث بين المواطنين حاليا إلا عن الارتفاع الكبير الذي تشهده أسعار البطاطس، وتجاوزها حاجز ال 12 جنيها للكيلو، فعلي الرغم من مرور 4 أشهر علي حصاد المحصول، واقتراب زراعة المحصول الجديد إلا أن الأسواق تشهد حاليا حالة من »التعطيش» أدت إلي ارتفاع جنوني في الأسعار. البعض أرجع الأزمة لأسباب متعلقة بسوء التخزين في الثلاجات وانخفاض المساحة المزروعة هذا العام نظرا لارتفاع تكلفة الفدان وتراجع بعض الفلاحين عن زراعة المحصول لتعرضهم للخسارة بسبب زيادة المعروض العام الماضي. وأكدت وزارة الزراعة أن الارتفاع في أسعار البطاطس في هذا الوقت من العام أمر طبيعي، وأشارت إلي أن البطاطس الموجودة في الأسواق الآن هي بطاطس مخزنة في الثلاجات وأن البطاطس الجديدة ستكون في الأسواق بعد شهر وبكميات كبيرة وستعود إلي أسعارها الطبيعية. من جانبه أكد حسين عبدالرحمن نقيب عام الفلاحين أن سبب ارتفاع أسعار البطاطس يرجع للعروة الماضية، حيث تكبد مزراعوالبطاطس خسائر كبيرة بعد تراجع سعر البيع ووصول سعر الطن في المزرعة ل 900 جنيه ووصول خسائر الفدان ل7500، علاوة علي ارتفاع تكاليف الزراعة من أسعار الأسمدة والتقاوي وأجور العمالة المتواصلة. ودعا الحكومه إلي التدخل لضبط الأسعار وإحداث توازن ومنع التصدير لحين ضبط الأسعار. وأشار إلي أن التجار أصحاب البطاطس المخزنة المبردة، هم من يتحكمون بالسعر الآن، وأكد أن الاسعار ستنخفض اخر شهر نوفمبر القادم، مع جني محصول بطاطس العروة النيلية. وقامت »الأخبار» بجولة علي عدد من أسواق الجملة والفلاحين وثلاجات التخزين لرصد أسباب ارتفاع أسعار البطاطس، حيث أكد مسئولو عدد من الثلاجات والتي تقع علي طريق القاهرةالاسكندرية الزراعي أن محصول البطاطس مر عليه أكثر من 4 أشهر، وقام التجار بسحبه من الثلاجات والمبردات لان الكميات المخزنة كانت ضعيفة هذا العام. أوضح محمد فاروق، مزارع من قرية الطويلة بالدقهلية، أن البطاطس هي »أكلة الغلبان» نظرا لتوافرها بسعر مناسب، حيث كانت الأسر محدودة الدخل تقوم بشراء 4 كيلوات بطاطس ب 10 جنيهات، أما الآن فتبدل الحال بعد ارتفاع سعرها. وأضاف أن الفدان يتكلف عند زراعته ما يقرب من 30 ألف جنيه تشتمل علي 13 ألف للايجار و10 شكائر تقاوي »سيلانة» ب 7 آلاف جنيه وحرث وتجهيز 1500 جنيه وأسمدة كيماوية ورش ومبيدات وعمالة 8 آلاف جنيه. وأشار الي أن التاجر يشتري كيلوالبطاطس من الفلاح بسعر يتراوح بين 2 و3 جنيهات للكيلو، وقال إن الفلاح والتاجر يخزنون المحصول بالثلاجات، وحاليا نتيجة قلة المعروض وضعف الانتاج وصل سعر الطن الآن إلي 9 آلاف جنيه، وأشار إلي أن التقاوي الأخيرة التي تم زراعتها كانت رديئة وهوما أدي إلي قلة الكميات المعروضة أيضا، وأوضح أن من ضمن أسباب ارتفاع أسعار البطاطس إصابة النبات ب»الندوة» بسبب تقلبات الجو وسوء التخزين واستخدام المبيدات غير الصالحة، واستبعد تسبب مصانع الشيبسي في الأزمة بسبب قيام الشركات بزراعة نوع معين من البطاطس يسمي »هيرمس» ويزرع في الأراضي الرملية ومحافظات الاستصلاح. وأوضح مختار أبورفاعي، من قرية الرملة مركز بنها، أنه يزرع فدان بطاطس ويقوم ببيع المحصول في الأرض للتاجر بسعر يتراوح بين 2 الي 3 جنيهات للكيلوحسب الحجم.