جهود ملموسة للأزهر في الفترة الأخيرة للحد من مشاكل التفكك الأسري وارتفاع معدل حالات الطلاق خاصة بين الأسر المبنية حديثا ،كان آخرها حملة »وعاشروهن بالمعروف» التي أطلقها بهدف تسليط الضوء علي أهم أسباب الطلاق وطرق علاجها. عن هذه الحملة يقول الدكتور محمود الهواري عضو المكتب الفني لوكيل الأزهر الشريف إنها تأتي في ضوء توجيهات الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، لكل أبناء الأزهر، بمختلف تخصصاتهم، للبحث عن حلول ناجحة وواقعية للمشكلات المجتمعية، خاصة القضايا الأسرية. وأوضح أن ذلك يتم من خلال عدة آليات تشمل نشرمجموعة من مقاطع الفيديو القصيرة، التي يتناول كل منها أحد أسباب الطلاق، مع توعية الزوجين بكيفية التعامل معه، ويتم نشر تلك الفيديوهات عبر صفحات الأزهر الرسمية علي مواقع التواصل الاجتماعي وأشار إلي وجود وحدة لم الشمل للتعرف علي المشاكل الزوجية ميدانيا، ولقاء المشايخ بالأزواج لحل المشاكل علي أرض الواقع وهو أيضا من ضمن توجيهات الإمام الأكبر بالنزول للناس ومعايشة واقعهم والتعرف علي مشاكلهم، لتكون الحلول واقعية ،وأوضح أن وحدة لم الشمل نجحت في الحفاظ علي أكثر من 500 أسرة من التفكك منذ أن بدأت في إبريل الماضي. ويوضح الشيخ أحمد المالكي الباحث الشرعي بالأزهر أن فيديوهات الحملة توضح الأخلاق النبوية في التعامل مع الزوجات وتحذر من بعض العوامل التي تسهم في تفكك الأسر وانهيارها ومنها إقدام بعض الأزواج والزوجات علي نشر تفاصيل حياتهم اليومية علي صفحات مواقع التواصل الاجتماعي؛ بهدف التباهي والتفاخر، فكثير من الأسر تشهد خلافات ومشاحنات بسبب رغبة الزوج أو الزوجة في تقليد ما يشاهدونه في تلك المواقع، دون مراعاة ملاءمة ظروف وإمكانيات الأسرة. ويضيف :تنبه الفيديوهات إلي خطورة التغافل عن تلبية الاحتياجات المعنوية بين الزوجين، وكيف يؤثر ذلك بالسلب علي علاقة المودة والرحمة داخل الأسرة، وتبين كيف كان النبي يراعي مشاعر زوجاته وحقوقهن، وتسلط الضوء علي بعض حقوق الزوجة علي زوجها، ومنها المهر وحق النفقة والسكن، وحفظ سرها، واحترام أهلها، ومشاركتهم أفراحهم وأحزانهم. وكذلك بعض حقوق الزوج علي الزوجة، ومنها (الطاعة) في غير معصية لله، وألا تخرج من بيت الزوجية من غير إذنه، وألا تُدخل بيت الزوجية أحدا من غير إذنه، وألا تمنع الزوجة نفسها عن زوجها من غير سبب، لكون العلاقة الزوجية من مقاصد الزواج وبها يعف كل طرف نفسه. ويشير إلي أن الحملة ألقت الضوء علي مشكلة العنف الأسري وإقدام بعض الأزواج علي ضرب زوجاتهم مؤكدة أن النبي ما ضرب زوجة من زوجاته قط.. وحذرت من »تدخل الأهل»، باعتباره أحد الأسباب التي قد تؤدي إلي الخلاف بين الزوجين، واتساع الفجوة بينهما. وأوضحت أن طاعة الوالدين في الطلاق ليست من البر.