اللقطة التليفزيونية التي تداولتها الفضائيات في الاسبوع الماضي والتي ظهر من خلالها عشرات الليبيين وهم يضربون تمثال القذافي بالاحذية، كانت »أقل واجب« يقدمونه للحاكم الذي ظل جاثما علي انفاسهم لمدة 24 سنة. وقد ذكرتني بمنظر اخوانهم العراقيين عند سقوط بغداد قبل عدة سنوات عندما تزاحموا امام تمثال ضخم لصدام حسين وقاموا برشقه بالاحذية والبصق عليه.. ومع اعترافنا بأن ذلك ليس سلوكا حضاريا واننا لا نراه الا في المنطقة العربية.. الا ان شعوب هذه المنطقة معذورة.. فهي تعيش في ظل انظمة حكم ديكتاتورية ترفض التداول السلمي للسلطة وتتشبث بالحكم الي آخر رمق.. ليس هذا فقط بل انها تعمل جاهدة من اجل اتمام »المهمة المقدسة« وهي مهمة توريث الحكم للابناء.. وقد رأينا التجربة تتحقق بالفعل علي ارض الواقع في سوريا عندما تم توريث »الحكم الجمهوري« للابن بعد وفاة الاب.. الامر الذي شجع انظمة الحكم في دول اخري مثل مصر وليبيا واليمن علي تكرار عملية التوريث فمثلما اصبح بشار رئيسا لسوريا كان يريد بقية الابناء المدللين ان يصبحوا هم الآخرون رؤساء.. اشمعني بشار. منتهي المسخرة ومنتهي الظلم ومنتهي الديكتاتورية.. لذلك كان لابد من اللجوء للعنف من اجل تحقيق مبدأ تداول السلطة الذي نسيه الحكام العرب، كان لابد من الثورة علي الانظمة المستبدة، ثورة شعبية شاملة يتحقق معها تداول السلطة ويتغير بها وجه الحاكم ويحل معها نظام حكم ديمقراطي ويرحل علي يديها الفساد.. كان لابد من الثورة والضرب بالحذاء ليستوعب كل حاكم عربي مستبد ان التغيير سنة الحياة.. واول التغيير المطلوب هو تغيير الحاكم نفسه فهو ليس مبعوث العناية الالهية علي الارض كما يعتقد، والناس بدونه افضل كثيرا. والحمد لله فقد نجحت ثورات الشعوب في مصر وتونس وليبيا في اسقاط انظمتها الحاكمة المستبدة و»الدور« بمشيئة الله تعالي علي سوريا، وعلي بشار الاسد مغتصب الحكم فيها ان يستوعب الدرس جيدا ممن سبقوه قبل ان يقوم الشعب السوري بضرب تمثاله بالحذاء.. الافضل لك ايها الرئيس مغتصب الحكم في سوريا ان ترحل وتترك السلطة لمن يستحقها والذي سيأتي بارادة شعبية حقيقية وليس بالتزوير كما جئت انت.. فالتغيير قادم لا محالة ورياحه التي هبت علي العالم العربي مع مطلع هذا العام الميمون المبارك ستستمر ولن تتوقف الا بازاحة كل المستبدين وإلقائهم في مزبلة التاريخ. كعك العيد في طرة سوزان تحمل كعك العيد لعلاء وجمال في مزرعة طرة.. عنوان خبر حملته لنا الصحف في الايام القليلة الماضية.. يا سبحان الله.. من كان يتخيل مجرد التخيل ان يقرأ هذا العنوان منذ عدة شهور مضت.. فالذين كانوا ملوكا علي الارض بالفعل وعاشوا ليصدروا الاوامر فقط وكان ممن حولهم يتسابقون علي تنفيذ تلك الاوامر ويتنافسون ايهم اسرع واسبق.. اصبحت تلك هي حالهم الآن الولدان في السجن، والام كأي أم تحمل الكعك والاطعمة لهما في زيارتها الدورية ولسان حالها يقول ربنا يفك سجنكم يا ولادي.. والندم بلاشك يعتصر الجميع الاب والام والابناء في وقت لا ينفع فيه الندم.