مهمته التي حرص دائما علي إنجازها هي كسر حاجز الخوف عند الناس، إطلاق حرية الخيال لديهم، وإطلاق طاقتهم علي التعبير00ولهذه الاسباب تحديدا أوسعوه ضربا، كسروا يديه التي يرسم بها ، وأصابوا عينيه اليسري، والقوا به وحيدا داميا، ينزف عند الفجر في طريق المطار بدمشق..!! لم يكن رسام الكاريكاتير السوري (علي فرازات) في أي يوم ناشطا سياسيا، ولا عضوا في أي حزب، كان دائما يملك ريشته وابداعه المتفرد، أقوي من كل الاحزاب، وأكثر تأثيرا في مواجهة كل أشكال الظلم والقهر السائد، انحيازة الاكبر للناس وللشارع وللبسطاء، فدفع ضريبة ذلك دائما، حاربته الانظمة والسلطات، حاربه صدام حسين ،وطارده القذافي، واخيرا بشار الاسد في لحظة مجنونة ، فقد فيها النظام السوري توازنه، لم يقف عند حدود التضييق علي المبدعين محاصرة لقمة العيش، أو حتي ملاحقتهم ،ولكن تجاوز ذلك الي العنف الجسدي وتهديد أرواحهم وقتلهم أيضا ، كما حدث مع المغني السوري (إبراهيم قاشوش) الذي أطلقوا الرصاص علي حنجرته وهو يغني وسط جماهير حماة، فنزفت من جسده الموسيقي (هكذا رسمه علي فرازات).. فجر الخميس الماضي ، في ساحة الامويين بقلب دمشق، كان علي فرازات خارجا من مكتبه عائدا الي بيته، عندما خرجت عليه مجموعة من الملثمين، وانهالوا عليه ضربا، كان تركيز البلطجية أو (الشبيحة) كما يقول السوريون ، علي يديه تحديدا..!! ما الذي يتبقي لنظام تفزعه قصيدة ،وتهز عرشه ريشة فنان؟ ما الذي يتبقي له ليعلن انهياره، ويسقط الي الأبد؟!