بقلم: نوال مصطفي المتابع والمتأمل لحال المصريين- الآن- يشعر أنهم يعيشون إحساس الترقب لشيء ما، لحدث لا يعرفونه تحديدا. لكنهم بحدسهم يشعرون أن ثمة شيئا ما قادم في الطريق. فنحن - المصريين- نعيش مرحلة مفترق الطرق ونتابع حالة مخاض سياسي وديمقراطي قوية وواضحة، وسوف يتسارع إيقاعها وتزداد قوتها وسخونتها خلال العام ونصف العام القادمين، فهذه فترة الانتخابات علي كل المستويات، ابتداء من انتخابات مجلس الشوري التي بدأ الترشح لها بالفعل، وسوف تجري في يونيو القادم، ومرورا بانتخابات مجلس الشعب في أكتوبر القادم ثم الانتخابات الرئاسية في 1102. يأتي هذا الزخم السياسي، والحراك الاجتماعي في ظل شعور بوطأة المشكلات العديدة التي تنتظر الحل.. رفع الأجور لفئات كثيرة تعاني، إصلاح التعليم الذي من شأنه أن يصلح أحوالنا جميعا من خلال عشر أو عشرين سنة. أما المواطن فهو ليس بريئا من المسئولية مما يعانيه، فأبسط واجباته تجاه بلده ومجتمعه هي أن يشارك علي الأقل في اختيار ممثلوه سواء في مجلس الشوري أو الشعب، أبسط واجبات المواطن تجاه نفسه أن يختار أشخاصا يتمتعون بالصدق والأمانة، ليس هذا فقط، بل الذين يملكون رؤية واضحة لاقتحام مشاكلنا الرئيسية العامة لا الذين يستطيعون أن يحلون له مشكلة شخصية! إن مشكلاتنا كبلد تفاقمت عندما نظر كل مواطن إلي نفسه وحاول أن يقفز من المركب وحده وينجو وليذهب الآخرون إلي الجحيم!. فنحن كمواطنين لا نقوم بأبسط أدوارنا لتغيير واقعنا الذي نصرخ ونئن من مشكلاته. لا نحكم ضمائرنا ونحن نضع اختياراتنا في صندوق الانتخاب، ومعظمنا لا يذهب أصلا إلي هذا الصندوق الذي يملك وحده القدرة السحرية علي التغيير الذي نطالب به.. لكننا لا نعمل علي تفعيل تلك المطالبة، وتحقيق ذلك الحلم!. التغيير أنت تملكه كمواطن إذا كنت جادا فيما تقول، التغيير يبدأ عندما تقرر بإرادة كاملة أن تشارك في العملية السياسية.. إن نتائج دراسة لمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية تقول إن نسبة المواطنين المشاركين في الانتخابات حوالي 32٪ إلي 62٪ من المسجلين في كشوف الانتخابات. وهنا أقول، مع كل احترامي للأسباب التي تقال عن انسحاب المواطن، وعزوفه عن أداء دوره السياسي تجاه نفسه أولا. وتجاه بلده ومجتمعه ثانيا، فإن اللحظة الراهنة التي نعيشها الآن تقتضي من كل منا أن يراجع نفسه، وأن يبادر وبإرادة حقيقية في المشاركة، فيقرأ برامج المرشحين، ويستمع إلي رؤاهم، ويقرر من يملك الحل. ثم، وهذا هو الأهم، يذهب إلي صندوق الانتخاب ليمارس أبسط حقوقه كمواطن ينشد التغيير إلي الأفضل، وهنا عليه أن يتذكر الآية الكريمة »إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم« صدق الله العظيم. nawal[email protected]