التقدم الكبير علي الأرض الذي حققه الجيش العربي السوري علي الأرض يؤكد أن الأزمة السورية تقترب من نهايتها،فبعد مرور أكثر من سبع سنوات علي الأزمة التي تسببت في ملايين النازحين واللاجئين السوريين سواء داخل سوريا أو خارجها،فمع اقتراب عودة الهدوء لسوريا سيكون ملف عودة النازحين واللاجئين أهم المطروح علي الساحة في المستقبل القريب،الملف بالفعل يبحث الآن،فدول الجوار تأثرت من وجود اللاجئين.مسألة عودة اللاجئين ليست بالشئ السهل،فهي تحتاج إلي إعادة إعمار وتكاليف كبيرة وليست بالأمر اليسير، فالتكلفة المقدرة لإعادة إعمار سوريا مختلفة وغير محددة. في الوقت الذي حددت دراسة للبنك الدولي في العام 2017 التكلفة عند 225 مليار دولار، تشير التقييمات الأخيرة إلي إجمالي يقترب من 400 مليار دولارويتوقع آخرون أن يصل المبلغ إلي تريليون دولار. الرئيس الروسي بوتين أعرب عن أمله في أن يساعد الاتحاد الأوروبي في إعادة بناء سوريا حتي يتمكن النازحون من العودة إلي ديارهم، وفي الأسابيع الأخيرة، حمل الدبلوماسيون الروس نفس الرسالة عبر العواصم الأوروبية الولاياتالمتحدة أصبحت غير متحمسة بشكل خاص للمساعدة وفي الأسابيع الأخيرة، ألغت إدارة ترامب مبلغ 230 مليون دولار كانت مخصصة لتمويل إعادة إعمار الرقة وبعض المناطق الأخري المحررة من »داعش». العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، خلال استقباله في عمان الأسبوع الماضي المفوض السامي للأمم المتحدة لشئون اللاجئين فيليبو جراندي، المجتمع الدولي إلي »تحمل مسئوليته إزاء الدول التي تستضيف اللاجئين السوريين وفي مقدمتها الأردن.مفوضية الاممالمتحدة للاجئين قالت في بيان »مع تجاوز عدد الرجال والنساء والاطفال الذين فروا اثر ست سنوات من الحرب في سوريا عتبة خمسة ملايين شخص، علي المجموعة الدولية ان تبذل جهودا اضافية لمساعدتهم. وارتفع إجمالي عدد اللاجئين السوريين من 4،6 ملايين في أواخر 2015 إلي 4،85 مليون في اواخر العام الماضي.الرئيس اللبناني ميشال عون أعرب خلال استقباله المفوض السامي للأمم المتحدة لشئون اللاجئين فيليبو جراندي عن قلق بلاده من وجود أي ربط بين عودة النازحين السوريين داخل الأراضي اللبنانية إلي وطنهم، وبين الحل السياسي للأزمة السورية، داعيا إلي الفصل بصورة كلية بين الأمرين..الرئيس اللبناني استشهد في معرض دعم موقفه، بالقضيتين الفلسطينية والقبرصية، مشيرا إلي أن القضيتين لا تزالان من دون حل سياسي، حيث مضي علي القضية الفلسطينية 70 عاما والشعب الفلسطيني ينتظر التوصل إلي الحل السياسي، بالإضافة إلي مضي 44 عاما علي القضية القبرصية دون أن يتحقق هذا الحل أيضا.ودعا »عون» رئيس المفوضية »جراندي» إلي أن تضطلع المفوضية بدور أكبر في تسهيل العودة الآمنة للنازحين السوريين في لبنان إلي بلادهم، خصوصا إلي المناطق السورية التي أصبحت مستقرة حسب تأكيدات جميع المعنيين بالوضع في سوريا،مؤكدا أن لبنان سيواصل تنظيم العودة المتدرجة للنازحين الراغبين في ذلك، معربا عن تطلعه لأن تقدم المنظمات الدولية المساعدات للعائدين في بلداتهم وقراهم، أو الأماكن الآمنة داخل سوريا التي سيحلون فيها.ونفي الرئيس اللبناني أن تكون السلطات المعنية في بلاده قد مارست أي ضغوط لإعادة مجموعات النازحين، مؤكدا أن هذه العودة كانت بملء إرادتهم إلي المناطق الآمنة في سوريا.وجدد عون تأييد بلاده للمبادرة الروسية لإعادة النازحين السوريين، مشيرا إلي أنه يتابع مع المعنيين بها دراسة التفاصيل العملية التي تحقق العودة الآمنة، وقال »لأنه باستثناء الأوضاع الأمنية التي تمس حياة النازحين، فانه لا يجوز أن يكون هناك أي عائق أمام رجوعهم إلي بلادهم ليعودوا تدريجيا إلي حياتهم الطبيعية ويساهموا في إعادة إعمار بلدهم.يأتي ذلك في الوقت الذي يطالب فيه بعد اللبنانيين حكومة بلادهم بأن تلزم سوريا بدفع تكلفة الكهرباء الخاصة ب اللاجئين السوريين في لبنان ،وهو ما طالب به رئيس حركة التغيير اللبناني، إيلي محفوض، عندما قال لجوء السوريين يكبد الخزينة اللبنانية خسائر فادحة، فلتتحمل سوريا أقله من ناحية الكهرباء. مع اقتراب الأزمة السورية من نهايتها يبقي علي العالم بأسره سواء دولا أو منظمات أن يتحمل مسئولياته تجاه المواطنين السوريين من أجل عودتهم لبلادهم وتوفير حياة آدمية وآمنة بعد أكثر من سبع سنوات من الشقاء والعناء،وعلي الدولة السورية أيضا أن تسعي جاهدة في تسهيل عودتهم من جديد بعد سنوات من الألم والغربة والمعاناة