اختارت وزارة السياحة خبير سياحة فرنسياً ليقوم بمراجعة وتحديث المنظومة لتتماشي مع المعايير الدولية، وتفعيل نظام "النزيل الخفي" الذي يقوم بزيارة الفندق للتفتيش عليه دون معرفة إدارته، وهو ما يجعل فنادقنا في وضع تنافسي مع الفنادق العالمية، مما يعود بالفائدة علي القطاع السياحي، فكرة النزيل الخفي، لو طبقناها في كل قطاعات ومرافق الدولة، سيكون لها أثرها البالغ، فلو خصصت كل وزارة "مسئول خفي" ليقوم بمراجعة قطاعاتها المختلفة، أعتقد أن النتيجة ستكون في صالحها بكل تأكيد، فوزارة الصحة علي سبيل المثال، ونحن علي أعتاب تطبيق منظومة التأمين الصحي الجديدة، مثل هذا المسئول الخفي بإمكانه تقديم صورة واضحة عن المستشفيات ومدي استعدادها لتطبيق المنظومة، وما هي أوجه النقص وما هو مطلوب لتبدأ قوية وتحقق الهدف منها، بدلاً من الزيارات المفاجئة التي يقوم بها المسئولون الحقيقيون، والتي أثبتت التجربة أنها لم تأت بنتائج مهمة مجرد رصد مخالفات وتوقيع جزاءات ودمتم، كما أن الإعلان المستمر عن أوجه القصور من خلال الزيارات يعمل علي زيادة الأمر سوءاً، ولا يحل المشكلة، فكم عدد المستشفيات التي تتم زيارتها، وماذا كانت النتيجة، يبقي الأمر علي ما هو عليه، فالزيارات بدون نية أو إرادة للإصلاح لا تكفي، الزيارات هدفها شو إعلامي، ضجيج بلا طحن، وتبقي المستشفيات جدراناً داخلها مفقود والخارج منها مولود، كذلك وزارة التربية والتعليم وقبل أن تطبق النظام التعليمي الجديد مثل هذا المسئول الخفي لديه القدرة علي تقديم صورة واضحة وجلية عن مدي استعداد المدارس لمواكبة هذا التطور المهم، فقد زرت إحدي محافظات الصعيد منذ فترة قريبة وجري الحديث بالصدفة مع عدد من المدرسين، معظمه أكد وجود نقص هائل وعدم استعداد كثير من المدارس لمواكبة هذا التطور، خاصة أن نسبة كبيرة من المدارس غير مجهزة لمواكبة التطور الإلكتروني وخدمات الإنترنت، ومثل هذا المسئول الخفي سيقوم بدور مهم في وزارة النقل حتي تقدم خدمة لائقة للركاب بلا تأخير وبلا حوادث، كما أن المسئول الخفي سيساعد الأجهزة الرقابية في كشف الكثير من أوجه الفساد الخفية.