كشفت الرقابة الإدارية، بعد أن فاجأت عددا كبيرا من المستشفيات عن وجود مخالفات عديدة، وهو جهد مشكور، ودور مهم للأجهزة الرقابية، وقد كتبت عن المخالفات التي تعج بها كثير من المستشفيات، تحت عنوان واقع المستشفيات، تساءلت فيه، هل الزيارات الميدانية للمسئولين بالصحة علي مختلف درجاتهم، للمستشفيات هي الحل لعلاج منظومة الصحة والعلاج في مصر، الإجابة بسرعة ودون أي تفكير لا، ذلك أن واقع المستشفيات في مصر لا يسر عدوا ولا حبيبا، والكل يعرف ذلك، وهذا ماتمت ترجمته علي مواقع التواصل الاجتماعي من صفحات عرضت لصور ماتعانيه كثير من المستشفيات من إهمال حتي لا يفاجأ أي مسئول يفاجئها بالزيارة، وهذا الوضع ليس مسئولية الحكومة الحالية، فالحمل ثقيل، وهو بالقطع موروث سنوات سابقة، ويحتاج بدلا من الزيارات إلي برامج وحلول عملية، في العشرين سنة الماضية زادت نسبة المستشفيات الخاصة بنسبة كبيرة، مما أثر بالسلب علي المستشفيات الحكومية، فكل من يعمل بالمستشفيات الخاصة يعملون بالأساس في المستشفيات الحكومية، بحثا عن موارد تساعدهم علي مواجهة أعباء المعيشة، كأطباء لهم وضعهم في المجتمع، وهذه إشكالية لا بد من علاجها، ففي الدول المتقدمة من يعمل في المستشفيات الحكومية، ليس من حقه أن يفتتح عيادة خاصة، أو أن يعمل في مستشفي خاص، كثير من المستشفيات تخصص لها ميزانية للإصلاح أو الترميم أو لشراء أجهزة، لغياب الرقابة تهدر الميزانية في انتظار ميزانية العام الذي يليه، إصلاح المنظومة الطبية يحتاج إلي الإعلان عن خطط لتطبيق المعايير التي تكفل حق المريض في تلقي العلاج الملائم وحماية كرامته وخصوصيته طوال فترة تلقي العلاج، أما الإعلان المستمر عن أوجه القصور من خلال الزيارات فيعمل علي زيادة الأمر سوءاً، ولا يحل المشكلة، فكم عدد المستشفيات التي تتم زيارتها، وغيرها، وماذا كانت النتيجة يبقي الأمر علي ماهو عليه، فالزيارات بدون نية أو إرادة للإصلاح لا تكفي، الزيارات هدفها شو إعلامي، ضجيج بلا طحن، وتبقي المستشفيات جدراناً داخلها مفقود والخارج منها مولود.