كشفت المحاكمات العلنية للرئيس السابق ونجليه ووزير داخليته عورات كثيرة تشير إلي نواقص تعترينا، آن الاوان للتخلص منها حتي لا تزداد الأمور سوءا، ويبلغ الانفلات الاخلاقي - فضلا عن الانفلات الأمني - مداهما فينجرف الجميع إلي منحدر بلا نهاية لا يعلم مستقره إلا الله. ويزيد جراح الوطن المستهدف داخليا وخارجيا، تتربص به قوي متعددة الأساليب، هدفها واحد هو تصويب السهام المسمومة إلي هذا الوطن في مرحلة النقاهة للقضاء عليه. بداية أؤكد ولا أكون سبقت الأحداث انه علينا جميعا تهيئة أنفسنا منذ الان لقبول أحكام القضاء في المحاكمات الجارية أيا كانت دون أن »نتمحك« أو »نتلكك« حتي لا نزيد النار اشتعالا والفتن اتساعا فقد تأكد اننا من أشد خلق الله خيالا جامحا وبراعة في تأليف القصص وحبك الروايات أحيانا من خيال مريض واخري من خيال يحركه حقد أعمي أو رغبة في شهرة مجنونة أو تحقيق مكسب حرام، لقد أكد ظهور المتهمين أن كل ما رددته وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة عن أخبارهم واحوالهم وزياراتهم وصحتهم وذقونهم الطويلة واكتئابهم وامتناعهم عن الكلام والطعام وهروبهم إلي الخارج كان خيالا وأوهاما.. تأكد ثانيا أننا لا يعجبنا شيء ولا ندري حقيقة ما نريد غير مبالين بخطورة ذلك وكأننا نلهو علي مقهي لا أن ندور في فلك وطن إما ان ننهض به وإما نهوي معه إلي الجحيم.. إما أن نعترف ان قضاءنا شامخ وعادل وعلينا احترامه وإما نستعد لتتحول حياتنا إلي فوضي عارمة ونعيش وسط غابة تنهشنا وحوشها.. قضاؤنا كعهدنا به يحكم بما أنزل الله وبضميره الحي ويتمسك بالعدل المطلق مما يحتم علينا أن نتقبل أحكامه ونحترمها.. لا نناقشها ولا نعترض عليها.. رموز النظام السابق أصبح أمرهم بيد القضاء وحده وإذا كنا لا ندافع عنهم ولا نتعاطف معهم لكنه سيقول فيهم كلمة الحق وحده وعلينا الرضا بها وأن تتوقف الاقلام عن الكتابة والالسنة عن الكلام، يجب ان تختفي الفلسفات وتدفن المبررات، علينا أن نحترم أنفسنا، نبتعد عن الدنايا. وللحديث بقية.