قبل قيام الثورة ومع مرارة الشعور بالظلم والانكسار والمهانة، وشدة سواد الايام التي عشناها.. كنت أمني النفس بظهور صلاح الدين.. وانتظر قدومة بين الحين والآخر.. فصلاح الدين رمزا للخلاص من الدكتاتورية الفاسدة.. التي طغت في البلاد ظلما وعدوانا.. كان املا لاقامة العدل، واحترام ادمية الشعب. واثناء فترة ميلاد الثورة ايقنت ان كل فرد من شعب مصر صلاح الدين. وان لدينا ملايين صلاح الدين.. وبالفعل جاء الخلاص علي أيديهم. وبعد فترة من قيام الثورة عاد يراودني الاحساس بأننا مازلنا في حاجة الي صلاح الدين.. لماذا؟ لان الثورة لم تكتمل بعد.. وهناك صراعات وخلافات بين ائتلافات الثورة حول رؤي مختلفة لمستقبل مصر.. الكل يريد ان يفرض وجهة نظره بأي شكل.. والجميع مقتنع بان رأيه هو الصواب.. وان من يخالفه عليه الفناء.. لا أحد يستمع الي غيره.. الكل مشدود لوجهة نظره.. مما اصاب البلاد بحالة غريبة مزيج من الارتباك والقلق والتوتر والعصبية.. صحيح ان الثورة اعلنت عن مبادئها فور قيامها.. الا أنها افتقدت استراتيجية التنفيذ.. فتضاربت الآليات وغطت غيامة قاتمة البلاد.. مما ولد عند البعض شعورا بأن المصلحة الشخصية هي التي تحكمنا. وان قانون الشخصنة سائد بغض النظر عن مصلحة الوطن.. فالكل يريد وطن علي هواه.. ولم يفكر المتنافرون في الجلوس بصدق وضمير.. ينحون المصلحة الشخصية جانبا لبضع دقائق.. للوصول الي رؤية واحدة لوطن يسعد الجميع.. لهذه الاسباب وغيرها اشعر اننا في حاجة الي صلاح الدين يوحد الصفوف خلفه حول رؤية واحدة لمصر المستقبل والحاضر.. وينقلنا من الارتباك الي الاستقرار. يزيح الغيامة السوداء.. لتري السماء الصافية؟!