لا أعرف حقيقي السبب وراء الطمأنينة التي كنت أشعر بها ونحن في بحر الرمال وأنا التي ترتعب من أي حركة سيارة مجنونة في شوارع المحروسة.. هل ثقة السائق في نفسه أم حب المغامرة بداخلي أم الشجاعة غير المحسوبة التي أتمتع بها، لعلها تلك الأشياء جميعا أو غيرها كانت وراء ذلك.. لقد استمتعت بكل لحظة في سفاري بحر الرمال بسيوة والتي بدأها البعض منا بالسؤال عن ماذا سنري؟! وكانت الإجابة من السائق المتمكن عيشوا المغامرة أنها أجمل مما تتخيلوا! وكانت مريم الطفلة التي تبلغ من العمر حوالي سبع سنوات أكثرنا سعادة وكم ضحكت وطالبت السائق بالمزيد من الحركات الصعبة وكأنها في مدينة ملاهي تنتقل من لعبة خطرة لأكثر خطورة! وكانت كلما وقف السائق علي حافة جرف ليسقط بنا كانت تقهقهه عاليا بينما أمها تبتهل بالدعاء وتقرأ الشهادة.. إنه شعور لايوصف بالكلمات يكفي أن تنظر للسيارات التي سبقتك لكي تشعر بجنون اللحظة التي مرت بك، إلي جانب أن الأغاني التي كانت تنبعث من السيارات كانت تتناغم مع الحركات وكأنها تعزف سيمفونية رائعة وقد تخللت السفاري ثلاث استراحات كان المفروض في الأخيرة منها مشاهدة الغروب، لكن الجو كان به غيوم مما أضاف مزيدا من الروعة للرحلة وقد تنقلنا من واحة لأخري فهذه بها عين مياه باردة تعيش فيها أسماك صغيرة وحولها أحراش والثانية بها عين سخنة تحيط بها أشجار النبق والكركديه وقد تسابق الجميع علي النزول فيها للاستمتاع بروعة المياه الطبيعية وفي الوقفة الأخيرة أقبل الجميع علي التزلج من أعلي تل الرمال وبعد أن هدأت روح المغامرة جلس الجميع لاحتساء شاي الزردة البدوي وتناول الفول السوداني واليوسفي، وفي لحظة تأمل طويلة في المنظر البديع.