اختيار الوزراء في مصر كانت له أسس صارمة منذ تأسيس مجلس النظار في القرن التاسع عشر، ومنذ العصر القديم حيث كان منصب الوزير يعتبر الاجل والاهم بعد الفرعون، وفي البر الغربي مقبرة رائعة لوزير تحتمس الثالث (رخميرع)، انصح الدكتور عصام شرف وكل من يتولي رئاسة وزراء مصر ان يزورها ليعرف تاريخ المقعد الذي يعتليه، كان لمنصب الوزارة في مصر مهابة حتي في زمن الثورات، يكفي مراجعة وزراء 9191 و2591، كانت الكفاءة والصلاحية هي المعيار الاول، ثم يجري التأكد من السمات الشخصية والنزاهة عبر أجهزة الدولة، خاصة بعد ثورة يوليو، كانت الاسماء ترسل الي المؤسسات المتخصصة، قائمة طويلة بينها المرشحون الحقيقيون ضمن اسماء أخري للتمويه، وتجري تحريات دقيقة يتم بعدها رفع التقارير الي صاحب القرار، وجود ثورة لا يتناقض مع هذه الاجراءات، بالعكس، يكون التدقيق مطلوباً اكثر في زمن الثورات، حيث يجب اختبار العناصر الاكفأ والاقدر علي التغيير، كنت اتمني تشكيل وزارة جديداً تماما بعد يناير معظمها من الشباب، ليس بالضرورة اولئك الذين كانوا في التحرير، بل من اكفأ العناصر في مصر، إن اعتماد لميدان كمرجعية أمر غريب، عجيب، والأغرب أن الميدان يعني يالتحرير فقط، ماذا عن القائد ابراهيم، والمنشية، وميادين الوجه القبلي، عدم وضوح القيادات الجديدة، وهيمنة النظام القديم، أديا الي استمرار وجوه مرفوضة، بعضها فساده ذائع يتحدث عنه العالم، ثم اختلاط المقاييس والقيم، ودخول مجموعات غامضة ظهرت في الجمع الاخيرة وتثير العديد من التساؤلات، في مواجهة موقف غير حازم من الحكومة واستجابة لغوغائية الشارع الي درجة ان رئيس الوزراء يوجه سؤالاً عبر الفيس بوك ليسأل الجماهير الهائمة عن الاسماء المقترحة للوزارة؟، لم تعرف مصر عبثا في تاريخها كهذا.