المطلب الذي رفعه متظاهرو التحرير وممثلو ائتلافات الثورة للدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء بضرورة تطهير القضاء.. وفي هذا التوقيت بالذات يوحي بأنه يحمل في طياته إرهابا للقضاة.. ليصدروا أحكاما في القضايا المنظورة أمامهم تتفق مع ما يريده المتظاهرون والثوار وإلا فإن القاضي يوصم بالفساد.. ويجب تطهيره. يا سادة ابتعدوا عن القضاء.. فهو الحصن والملاذ الاخير لنا حكاما ومحكومين والمفروض ان القاضي يحكم بما يستقر في عقيدته في ضوء التحقيقات التي يجريها ومن واقع ما تفصح عنه الأوراق والمستندات المعروضة عليه.. ولا يبغي في حكمه الا تحقيق العدل.. والعدل فقط.. سواء كان حكمه في صالح المتهم أو ضده. والقاضي الذي يستشعر الحرج لأي سبب من الاسباب عند نظر أي قضية فإنه يتنحي فورا عن نظرها.. وفي المقابل اذا احس المتهم أو وكيله ان إدارة القاضي للدعوي المنظورة يبدو منها انه منحاز ضده فله أن يرده.. وهنا يتوقف القاضي عن نظر الدعوي وتحال إلي دائرة أخري.. ضمانات عديدة كفلها القانون للمتقاضين من أجل تحري العدالة المطلقة. والقضاء في مصر يطهر نفسه بنفسه.. اذا ظهر بين صفوفه فاسد أو مرتش فإنه يحال الي لجنة الصلاحية ويبعد تماما عن منصة القضاء.. والمطلب الذي رفعه الثوار يأتي في وقت تراكمت فيه القضايا أمام القضاة.. ويعمل المستشارون ليل نهار في محاولة إنجاز هذه القضايا.. وقد استشهد أحدهم بأزمة قلبية من كثرة الجهد الذي بذله في تحقيق الموضوعات التي عرضت عليه في جهاز الكسب غير المشروع وهو المستشار بهاء الدين دكروري.. انهم يعملون في صمت لايمانهم بضرورة الفصل في القضايا بأسرع وقت ممكن لايمانهم بأن العدالة البطيئة هي الظلم بعينه.. والقضايا متنوعة فهناك قضايا الفساد.. وقضايا قتل المتظاهرين.. وقضايا التربح.. وافساد الحياة السياسية هذا بخلاف القضايا الأخري التي كانت معروضة علي دوائرهم. أناشد الثوار علي اختلاف انتماءاتهم وائتلافاتهم أن يساعدوا القضاة في عملهم وان يتريثوا قليلا في مطالبهم الخاصة برجال القضاء.. ودعوهم يعملون لتحقيق مطالبكم بسرعة الفصل في قضايا قتل الشهداء ونعاهد انفسنا باحترام احكام القضاء أيا كانت ومن يعترض علي حكم فليسلك الطريق القانوني لذلك فالاعتراض يكون داخل قاعات المحاكم سواء بالاستئناف او النقض.. وليس امام ميكروفونات وكاميرات القنوات الفضائية..ولا ينصب كل منا نفسه قاضيا ويصدر احكاما علي الهواء.. كما نفعل في مباريات الكرة حيث نتباري في تفنيد قرارات الحكام.. ففرق كبير بين لعب الكرة.. واللعب بمصائر الناس. يا سادتي: لن أمل من تكرار ما قلته قبل ذلك: القضاء هو الحصن والملاذ الاخير لنا حكاما ومحكومين.. فلا تهدموا هذا الحصن الذي نلجأ اليه في نهاية المطاف لإنصافنا واذا هدمناه بالتشكيك فيه.. فقل علي العدل السلام في بلدنا.