الاسبوع الماضي كان من اكثر الاسابيع احداثا.. فقد أعلن »عيسوي« عن حركة تطهير بالشرطة .. واحال المستشار »السبروت« 25 متهما علي رأسهم »سرور.. والشريف« للجنايات في موقعة »الجمل«.. واعتبر صندوق الشهداء ان كل من توفي أو اصيب من 25 يناير وحتي 24مارس شهيدا.. واختير الزميل والصديق »أسامة هيكل« لتولي حقيبة الاعلام.. وحسم الاهلي قمة الدوري.. واطلق المصريون نوبة صحيان لمطالب الثورة في مظاهرة يوم الجمعة. أكثر ما أزعجني الاسبوع الماضي ما فعله سلفيو الاسكندرية بدفع بعض اسر الشهداء لقبول »رشوة« تحت مسمي »الدية« ليتنازلوا عن اتهام الضباط.. فما أعرفه ان »الدية« تعويض مالي أو عيني يدفعه الجاني إلي المجني عليه أو ورثته في القتل غير العمد.. وتقدر ب 4250 جراماً من الذهب أو قيمتها نقدا. وليس كما قالوا 1000 جمل مختلفي الاحجام بمتوسط 5 آلاف جنيه للجمل ناسين أن هناك حقاً للمجتمع وان الجريمة قتل متعمد! لقد اتفق الفقهاء علي أن القتل العمد والعدواني وازهاق الروح جريمة يستحق فاعلها »القصاص« واشترط الإمام »أبوحنيفة« أن تكون الآلة التي تم بها القتل معدة لذلك كالسيف.. والخنجر.. واكتفي الإمام »مالك« بشرط العدوان.. و»القصاص« او »الاعدام« في هذه الحالة يطبق حتي لوتعدد الجناة فقد روي عن سيدنا عمر بن الخطاب قوله »والله لو تمالأ عليه أهل صنعاء لقتلتهم جميعا« عندما اشتركت جماعة في قتل رجل بصنعاء فأمر عمر بن الخطاب أن يقتلوا.. و»الدية« في جريمة القتل العمد لا تجب إلا عند سقوط »القصاص« أو امتناعه لأي سبب من الأسباب. أما في جناية القتل غير العمد وشبه العمد والخطأ و ما يجري مجري الخطأ و بالتسبب.. فالدية عقوبة أصيلة لقوله عز وجل »ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة الي أهله«.. وجناية شبه العمد هي التي توافر فيها شرط العمد وتمت بوسيلة لا تقتل مثل ضرب الجاني للمجني عليه بحجر صغير غير قاتل فأدي إلي موته ..اما جريمة الخطأ مثل حوادث السيارات او أن يرمي الجاني شخصاً ويظنه صيدا.. او صيداً فيصيب إنساناً.. أما التي تجري مجري الخطأ فهي مثل النائم الذي ينقلب علي شخص فيقتله.. وعن طريق التسبب كالشخص الذي يحفر حفرة في الطريق العام فيقع فيها انسان ويموت.. و»الدية« في شبه العمد مغلظة.. وفي الخطأ مخففة. تطهير جهاز الشرطة سوف يعيدها بقوة للشارع ويجعلها فعلا في خدمة الشعب وقرار صندوق الشهداء حسم الجدل حول من قُتل خارج ميادين التحرير أو من أطلق عليهم النار أمام أقسام الشرطة.. والمستشار »محمود السبروت« أعرف عنه انه لا يمنعه عن القصاص العادل لومة لائم.. أما رفيق الكفاح »اسامة هيكل« فهو صحفي من الطراز الاول يعشق نشر الحقائق دون تزييف او توجيه وقد ربح الإعلام والاعلاميون بالاذاعة والتليفزيون بوجوده بينهم.. اما »جوزيه« فحكايته حكاية فقد صنع المعجزة وحسم بطولة الدوري بخماسية المقاولون.. وهوما جعلني اقول عقب المباراة »بركاتك يا شيخ جوزيه«.. فقد قال والفارق مع الزمالك 11نقطة ان الدوري مازال في الملعب والاهلي قادر علي الفوز به.. وهو ما يمكن ان نطبقه علي حالنا الآن.. فكل الاماني ممكنة.. ومازالت الكرة في ملعب الثورة.. واقامة الدولة المصرية الديمقراطية الحرة ممكن.. وسيكون تحقيقها بأيدينا جميعا مسلمين ومسيحيين .. وليس بيد سلفيي الإسكندرية أو من يعتصمون بميدان التحرير!.