انطلقت الزغاريد مع تحرك سيارة العروسين لشراء أثاث الزوجية.. لم يكن باقيا علي الزفاف غير أيام لكن لم يكن في عمر الجميع سوي سويعات قليلة وينتهي كل شيء.. لا أحد يدري ما تخبئه تلك السويعات فالجميع يضحكون.. والسعادة تحلق فوق وجوههم.. والنساء والأطفال يغنون.. وفجأة.. تنطلق صرخة مدوية بعد ان يدوي صوت ارتطام هائل.. سيارة العروس وأهلها وأسرة العريس تشتعل فيهما النيران بعد ان اصطدمت سيارتهم بميكروباص بالقرب من نقطة تحصيل الرسوم بالإسماعيلية.. تلتهم النيران العروس وثمانية من أسرتها وأسرة العريس بينهم طفلان.. تتفحم الجثث.. يتوقف الطريق.. يسود الذهول علي المارة.. تتحول رحلة شراء الأثاث من دمياط إلي رحلة إلي الآخرة.. يصل الخبر إلي سنورس حيث أهل العروسين.. تتحول القرية لسرادق عزاء.. الناجي الوحيد من الحادث كان العريس الذي لم يكن ضمن أفراد رحلة الموت، لقد بقي علي قيد الحياة محطما، منهارا، مقهورا، بعد أن فقد عروسه وكل أسرته.. لكن أحيانا يكون الموت أرحم من الحياة، هكذا كان حال العريس، وسيظل لوقت لا يعلمه سوي الله.