السجن للجدعان.. ولمن يستطيع الهروب خارج البلاد من أقطاب النظام السابق!! كان المفروض ان يكون احتفال »صوت العرب« بذكري ميلاده هذا العام ميلاداً جديداً له بعد ثورة يناير.. لكننا اكتفينا بقراءة الفاتحة وانتظار أخبار الوطن العربي من الإذاعات الأجنبية! بفضل الأوضاع »الرائعة!!« في اتحاد الإذاعة والتليفزيون تحولت شركة صوت القاهرة بكل ما تملكه من إمكانيات فنية وتراث غنائي لا مثيل له، لتعمل في التجارة والسباكة وتركيب الستاير لتوفر أجور العاملين بها.. وداعاً للفن وأهلاً بالأسطوات!! أحكام بالبراءة، وفتاوي بقبول »الدية« عن أرواح الشهداء.. قوافل الإبل في الطريق أيها السادة!! أكثر شباباً، وأشد صدقاً مع النفس ومع الثورة.. »الخال« عبدالرحمن الأبنودي. »من كتر ما احنا اتقرصنا.. تعبت التعابين« هكذا يقول الأبنودي في أحدث قصائده.. فهل تعبت التعابين حقاً، أم مازالت قادرة علي بث سمومها حتي لا تكتمل الثورة وتتحقق أهدافها؟ قليلة جداً الأصوات التي تملك الإمكانيات الفنية التي كانت لدي المطربة الراحلة سعاد محمد، والتي كانت تتيح لها مكاناً في القمة، لكنها لم تفعل.. ربما لقلة الطموح، أو لافتقاد القدرة علي الإدارة الفنية لصوتها أو عدم التفرغ لذلك.. ومع ذلك يبقي منها الكثير من الغناء الجميل قدمته وهي »تلعب« بنصف جهد وبلا طموح حقيقي لمكان تستحقه في المقدمة!! في مصر فقط تجد هذا الحنين عند البعض لأيام سوداء واحتلال أذلنا وأجانب نهبونا.. من علي المنابر وشاشات التليفزيون يعلن البعض اشتياقهم ل»خوازيق« الخليفة العثمانلي!! وفي بورسعيد يعود البعض لإحياء مولد ديلسبس، ويطالبون بإعادة تمثال هذا النصاب الدولي لمدخل القناة التي أعدنا لها حريتها بدماء أغلي الشهداء!! مع كل هذا الهجوم التتاري لقنوات التليفزيون الجديدة والقديمة، نجد أن الانجاز الوحيد الذي حققناه هو أننا حولنا »التليفزيون« إلي »إذاعة«، وأجبرنا المشاهد علي العودة لعصر الراديو.. ولكن بالألوان!!