لا شك أن نجاح المنتخب الوطني لكرة القدم في بلوغ نهائيات كأس العالم بروسيا بعد غياب 28 عاما هو إنجاز كبير في حد ذاته سيحسب لهذا الجيل سواء اللاعبون الذين شاركوا في هذا المشوار أو جهاز المنتخب ومجلس إدارة اتحاد الكرة. وما أخشاه أن يواصل مجلس الجبلاية ارتكاب نفس الأخطاء التي كادت أن تطيح بمسيرة المنتخب في التصفيات عندما فتح كواليس المنتخب علي مصراعيها أمام كاميرات إحدي القنوات الفضائية التي ترعاها نفس الشركة الراعية للاتحاد لنقل أخبار البعثة أولا بأول للمشاهدين سواء في نهائيات أمم أفريقيا أو قبل مباريات التصفيات والتي كان يمكن أن تتحول إلي »كوابيس» لولا توفيق من المولي عز وجل في تحقيق الحلم الذي طال انتظاره. وصحيح أن منتخبات وفرق العالم أصبحت كتابا مفتوحا أمام بعضها البعض إلا أن الطريقة التي يتم بها تنفيذ هذا الملف هي طريقة فاضحة تكشف عورات المنتخب أمام منافسيه بشكل فاضح، وهو ما تابعناه لحظة بلحظة في التقارير التي كانت تسبق المباريات سواء بالنسبة للإصابات أو جاهزية اللاعبين وطبعا كل هذا من خلال أعضاء الجهاز الفني واللاعبين أنفسهم ولم يكن يتبق سوي أن يتم إعلان التشكيلة التي سنخوض بها المباريات علي الملأ وبتصريح من كوبر شخصيا. ولا يمكن أن تتحكم »السبوبة» التي تربط أعضاء الاتحاد بالشركة الراعية في حلم المصريين في الظهور بشكل يليق أمام العالم في ظل الفرصة المتاحة لتحقيق ذلك ونحن نلعب في مجموعة قد لا تتكرر في حالة نجاحنا في الوصول للنهائيات في المرات القادمة، بالإضافة إلي مجموعة اللاعبين الذين تضمهم صفوف الفراعنة وفي مقدمتهم النجم محمد صلاح الذي بات أحد النجوم اللامعين في أوروبا والعالم ومعه زملاؤه أحمد حجازي وعلي جبر ومحمد النني وتريزيجيه وباقي المحترفين سواء في أوروبا أو أمريكا أو في الدول العربية. ما تابعناه علي الشاشات من قبل يجب ألا يتكرر مرة أخري ولا تجعلوا من المنتخب كتابا »مفضوحا» أمام منافسيه وتعلموا كيف يتم نقل كواليس المنتخبات العالمية قبل هذه البطولات الكبري. المنتخب في حاجة لتضافر جميع الجهود بداية من استغلال فترة الإعداد والمباريات الودية مرورا بالدعم الجماهيري والإعلامي وصولا إلي كيفية إدارة هذه المرحلة المهمة التي تسبق انطلاق المنافسات، حافظوا علي الفرصة التي ستفتح أفاقا جديدة أمام الكرة المصرية في وقت يحاول فيه مجلس الجبلاية تطوير المنظومة والارتقاء بجميع نواحيها.