ليس سهلا بعد مرور أكثر من 32 عاما علي الفيلم الشهير »الكيف» أن تجد نفسك تعيش أجواء قريبة من هذا الفيلم الذي يعد علامة فارقة في تاريخ السينما المصرية.. فمنذ أيام نجحت مباحث القاهرة في توجيه عدة ضربات متتالية لتجار المخدرات ومروجي السموم علي شبابنا، كان من بينها مصنع لإنتاج وتعبئة الحشيش بمنطقة مصر القديمة، لتفاجأ بأن المتهمين يقومون بإعداد الحشيش من مواد سامة من جميع أنواع العقاقير المخدرة وأخري مجهولة من شأنها أن تنهي حياة متعاطيها.. »الكيف » كان فيلما رائعا جسد الحياة التي نحياها الآن إلا أن المعلم »البيصي» جميل راتب، قال جملته الشهيرة لمحمود عبد العزيز »المزاجنجي» أنا بدفع تمن الطبخة الحلوة، الناس كده كده الدنيا سطلاهم.. وقتها كان التجار يعرفون فن الخلطة، ليوجه الفيلم رسائل مهمة للشباب ومحاربة المخدرات بأسلوب كوميدي، بسيط، لينجح بعد كل هذه السنين في جذب الأجيال الجديدة ورواد السوشيال ميديا بمفرداته المستحدثه و»إفيهاته» التي كانت عبقرية في فن التمثيل لتتحول إلي سخرية وحوار بين الشباب علي مر الأجيال حتي علي مواقع التواصل الاجتماعي.. من يستطيع أن ينسي افيهاته الشهيرة مثل » فيه إيه يإ ابن الكئيبة»، ده أنا بدهبزه ودهرزه علشان يبرعش ويحنكش ويبقي آخر طعطعة، وإحنا خلينا الشكرمون طاخ في الترالولي، وإديني في الهايف وانا أحبك يا فاننس، وعشرات الإفيهات الأخري.. فعقب ضبط مصنع الحشيش المضروب في مصر القديمة، حدث اتصال هاتفي مع أحد أصدقائي من الضباط، الذي يتمتع بخفة الدم، بيقولي الله يرحم أيام الزمن الجميل، دلوقتي مفيش ضمير، كان الأول نسمع عن الحشيش المخلوط.. دلوقتي بنشوف حنة مخلوطة.. خلاص ضميرهم مات.. فين أيام المعلم هرم وعبده الكرف والمزاجنجي.. سألته الشباب مش لاقي سيجارة في الشارع.. رد علي يا باشا : كله حنة.. أكتر من 13 حملة ومداهمات في جميع قطاعات القاهرة.. جايبين حوالي 22 تاجر مخدرات في المطرية والمرج ومصر القديمة والمعصرة وبولاق ومناطق أخري خلال أيام.. مكافحة المخدرات بالقاهرة بصراحة بتنام في الشارع.. مفيش حباية ولا حتة حشيش بتدخل العاصمة.. وللأمانة، أحد الزملاء دخل علي المكتب منذ أيام بيقول لي إن بتوع المباحث معسكرين عندنا في الشارع علشان العيال اللي بيبيعوا مخدرات.. نفس الأمر في شارع الأسيوطي والغيط بإمبابة فمباحث القسم لا تتوقف عن مطاردتهم والقبض عليهم.. تحية لرجال الشرطة الشرفاء بالقاهرة والجيزة لحملاتهم المستمرة للقضاء علي هذه السموم التي تقتل أبناءنا.. وتحية واجبة لفيلم »الكيف» أول من أخبرنا ان الحشيش »بيضرب» والذي يمتعنا دوما علي مر الأجيال.. فرغم كل ده بحبك يا »ستموني مهما الناس لاموني».