قال حمار حكيم: لو انصف الدهر يوما كنت اركب، فأنا جهلي بسيط وصاحبي جهله مركب. لا اعلم لماذا يطاردني هذا المنطق الحميري، كلما وجهت وجهي شطر احد برامج التوك شو.. ربما لان إحداهن تطل علينا مساء بابتسامة طفولية وما ان تبدأ في محاورة ضيفها حتي تمطر الشاشة علينا نحن المشاهدين تأتأة.. وثأثأة.. وجملا من عينة مش.. طيب لو.. اصلي.. ب.. ها.. ماهو..! ثم يبدأ الضيف في شرح وجهة نظره، فتقاطعه: مش فاهمة.. فيشرح.. فتزيد من علامات التعجب والدهشة ولتنتحر سرعة البديهة، مع انها أول مقومات اي مذيع او محاور.. اما اذا اخذك الريموت كنترول الي برنامج وحيد جيله وزمانه في تقديم برامج التوك شو، فأنت لاشك امك »داعية عليك« فالمذيع »الزلبطة« لا يفرق بين الوقوف امام الكاميرا، وبين الوقوف في »الحمام«.. فألفاظه توجب الغسل واضعف الايمان تنقض الوضوء!. اما ضيوف برامج التوك شو، فبعضهم صنعتهم عن عمد هذه البرامج فلم نشاهد منهم احدا في سماء الابداع الاعلامي قبل هذه البرامج، ثم تري نفس الوجوه في كل البرامج بنفس الملابس ونفس الكلام ونفس الابتسامات البلهاء. وبينما انا منهمك باللطم علي خد الورق، اذا بحمار ينهق في الشارع، بطريقة متواصلة، فاسرعت الي النافذة اتطلع الامر النهيقي، فاذا بحمار يجر عربة عليها حمل مائة بعير، ويحاول ان يطلع بها كوبري والعربجي ينهال عليه بشومة.. بينما الحمار ينهق ينهق ينهق.. فسقطت مني ابتسامة ذابلة: فهمتك يا حمار!.