أشعر بالعنفوان المصري ، وأنا أتابع ما يجري بخصوص المحاولات المستميتة والمفضوحة من قبل الصهاينة والأمريكان للإفراج عن الجاسوس الإسرائيلي إيلان تشايم جرابل ضابط الموساد الذي أسقطته مصر في 12 يونيو الماضي بأحد فنادق القاهرة. وهي محاولات أصفها بكل وضوح وصراحة أنها تحمل من الصفاقة والغرور والصلف والغطرسة ما لا يمكن تقبله علي أي مستوي وأي منطق، إذ يبدو أن هؤلاء لا يدركون الكبرياء المصري، ولا يريدون أن يفهموا ويستوعبوا أن في مصر قضاء وقانونا لابد أن يحترما، ويبدو أنهم كانوا قد تعودوا علي هذه الهمجية في التعامل مع الشعوب الثورية في العالم، ولن يعقلوا أن القبعة الأمريكية قد تتمرغ في الوحل منذ سنوات علي أيدي الإدارة الأمريكية نفسها حيث يخربون بيتوهم بأيديهم، وها هي تسقط في مستنقع الغطرسة حين ترهن علاقتها بمصر بهذا الجاسوس (الخايب) إذ فشلت جهودها - المثيرة للسخرية - في إطلاق سراح جرابل بعد أسبوعين من اعتقاله بالقاهرة، فقد طلب رئيس الأركان الأمريكي من مصر الإفراج عنه (بشكل عاجل وفوري) واضعة ذلك في إطار الضغوط الأمريكية علي مصر من أجل إطلاق سراح ذلك الجاسوس. ولاحظوا الجملة الصفقة: (بشكل عاجل وفوري) إنها لغة لا يتجاوب معها أحد ولن، وقد تكسرت علي صخرة كبرياء رفض الفريق سامي عنان رئيس أركان الجيش المصري لمطلب مايكل مولن رئيس أركان الجيش الأمريكي بقوله:( إنه لا يستطيع التدخل في شأن قضائي وقانوني مثل هذا) لكن الصلف الأمريكي الذي أصيب بخيبة أمل - طبقا للمصادر- يري تلك الخطوة ذات أهمية كبري لأنها تحمل رسالة للقاهرة أن (عدم إطلاق سراحه حتي الآن من شأنه التأثير بشكل كبير علي العلاقات بين القاهرةوواشنطن)(!!) ومن صخرة الفريق سامي عنان الي سيادة المشير محمد حسين طنطاوي الذي يمثل (السد العالي) لنا الآن بالذات -ألمحت الإدارة الأمريكية إلي استمرار الاتصالات عبر قيام روبرت جيتس وزير الدفاع الأمريكي بالاتصال بالمشير ليطلب منه إطلاق سراح الجاسوس، وأنه بسبب الأهمية الكبري التي تعطيها واشنطن لإطلاق سراحه(فإنها ستتخذ خطوات غير مسبوقة بالتوجه للقاهرة فيما يتعلق بالأمر). لا يا سيادة المشير أرجوك ألا تستجيب، وأنا كواحد من أبناء هذا الشعب العظيم ، أعلم علم اليقين أنك لن تستجيب، وكلنا بالتأكيد نرفض كما رفض بأنفة الفريق سامي عنان، وحجته تدحض الألاعيب الأمريكية التي لم تعد تنطلي علي أحد في هذا العالم، إننا في عصر الشعوب لا عصر الامبراطوريات التي لابد أن تغرب وتتآكل ذاتيا، والشواهد ماثلة والمشاهد دالة لكن أكثر الأمريكيين والصهاينة لا يعقلون ذلك. نفسي الأمارة بالشعر نوري أسمي وهجا من نارك بعض حريري أمضي من كل حديدك نفحاتي أقوي من لفحاتك ونسيمي أعنف من إعصارك حرفي أقوي من سيفك صوتي أعلي من سوطك صمتي أبلغ من جهرك سلطاني أقوي من سلطانك عزك يومض بعض اللحظات انسانك محصور وزمانك معدود ومكانك محدود سلطاني يغشي الروح بملء إرادتها وسيادتها وإدارتها سلطانك: طيش بطش عنف صلف يلمع بالهمجية، يتشظي وحشية جبار أنت؟ نعم بتّار أنت؟ نعم عملاق أنت؟ نعم لكن عروشك تهتز بكلمة كرسيك ينهار بكلمة وسلاحك يركع من كلمة