رغم إنني سعدت كثيراً بالقبض علي رجل الفساد حسين سالم في مدريد.. إلا إنني في نفس الوقت أصابتني حالة من الغثيان عندما تابعت عن كثب هذا الكم الهائل من العمليات الإجرامية التي إقترفها هذا الرجل الذي أطلق الجميع عليه لقب: صديق مبارك.. بل أن ما احتواه ملفه من معلومات كلها كانت تشير إلي إنه بالفعل وثيق الصلة بالرئيس المخلوع وأنه كان أكبر شركائه في عالم البيزنس وأن هذا الرجل الذي جاء من صحراء سيناء إرتبط في سنوات غامضة بالرئيس السابق ومعهما المشير أبوغزالة ومنير ثابت في شراكة كانت بداية عهد طويل من الفساد الذي جمع المال والسياسة حيث قام هؤلاء الأربعة بتأسيس شركة للإستيلاء علي المساعدات والمعدات العسكرية الأمريكية لمصر.. وهذا يعني أن مبارك وإرتباطه بالفساد المالي والسياسي لم يكن وليد السنوات القليلة الماضية بل بدأ منذ كان نائباً للرئيس السادات ولهذا كانت الصدمة بالنسبة لي ولمعظم المصريين مفجعة في هذا الرجل الذي رأيناه في يوم من الأيام قاهر العدو الصهيوني ولكن الفساد جعله يشارك حسين سالم في بيع الغاز المصري لإسرائيل بأبخس الأسعار وكأن مصر التي حكمها كانت مجرد ناد كبير للقمار يراهن ويفسد في كل موارده ويبيع شعبه مادام يأخد في جيوبه المليارات من الدولارات ولهذا أقول: لك الله يا مصر.