سيطرت العديد من الجماعات والمنظمات الإرهابية عام 2017 علي عدد كبير من دول القارة السمراء خاصة التي ظهرت بشكل واضح مع تصاعد وتيرة الهجمات المسلحة ضد جيش النيجر علي الشريط الحدودي مع دولة مالي وهي المنطقة التي تشهد تنافسا قويا بين الجماعات المسلحة وهو ما اعطي الفرصة لتواجد قوات امريكية وفرنسية بصفة دائمة في المنطقة التي تخوض عمليات عسكرية وتدريب جيوش دول المنطقة لتحسين قدراتها الدفاعية امام تلك التنظيمات. فلم يكن احد يعرف عن الوجود الامريكي في النيجر الا بعد الإعلان في اكتوبر الماضي عن مقتل 4 جنود من جنود القوات الامريكية إلي جانب عدد من قتلي النيجر هناك وتبين ان القوات الأمريكية في النيجر متواجدة منذ سنوات ويتعلق دورها بهزيمة المتشددين الإسلاميين الذين يعملون في مالي وفي نيجيريا. في الوقت نفسه فإن التواجد الامريكي والفرنسي في دول الساحل ياتي في اطار تزايد العمليات الارهابية التي قامت بها هذا العام في المنطقة جماعة إرهابية تطلق علي نفسها »نصرة الإسلام والمسلمين» والتي اعلنت مسئوليتها عن عدد من الهجمات الارهابية اخرها هجومان منفصلان في اواخر شهر نوفمبر استهدفا قوة عسكرية تابعة لقوات حفظ السلام ومعسكرا للجيش الماليّ بمنطقة »ميناكا» ما أسفر عن مقتل عشرة جنود علي الأقل بينهم عناصر من القوة الأممية والجيش الماليّ وجندي من القوات الإفريقية من مجموعة دول الساحل الإفريقي المشاركة في عمليات حفظ السلام هناك. هذا التهديد تزايد بعد إعلان تحالف بين أربع جماعات إرهابية في المنطقة الإقليمية، وهي »المرابطين» بقيادة مختار بلمختار، وحركة »ماسينان»، وجماعة »كتائب الصحراء» بقيادة جمال عكاشة، وهي الجماعات الإرهابية التي تنشط بمنطقة الصحراء شمال مالي، وتم الإعلان عن تأسيس »جماعة نصرة الإسلام والمسلمين» تحت لواء رجل الطوارق المعروف باسم »إياد غالي»، وهو المطلوب القبض عليه من طرف القوات الفرنسية. وهناك أيضا جماعات متشددة جديدة، ظهرت بشكل قوي هذا العام في مالي منها »أنصار الدين» و»الجهاد والتوحيد»، حيث برزت الجماعتان عقب المواجهات التي شهدها شمال مالي بين القوات الحكومية وقوات الطوارق المتمردة. وقد أدي تكثيف العمليات العسكرية ضد التنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق، إلي تحويل ليبيا إلي ملاذ للإرهابيين القادمين من سوريا والعراق عبر تركيا إلي ليبيا. فاصبح بها ميلشيات تتبع تنظيمات مستقرها دول أخري مثل تنظيم داعش، والقاعدة، وتدعم مرور دعم لتنظيمات أخري مثل أنصار بيت المقدس، والشباب الصومالي، وأنصار الشريعة في تونس وليبيا، وبوكوحرام في نيجيريا. ومع ادراك الغرب عجزه عن مكافحة الجماعات المسلحة بفاعلية دون جيوش دول الساحل نفسها تعتمد فرنسا علي مجموعة دول الساحل الخمس وهي مالي، والنيجر، وبوركينافاسو، وتشاد، وموريتانيا لتشكيل قوة عسكرية مشتركة تكون رأس الحربة في محاربة الإرهاب والتهريب في منطقة الساحل الأفريقي، ولكن المشروع يواجه عراقيل في التمويل، وتعتزم ايطاليا نقل بعض الجنود من قوات بلادها الموجودة في بالعراق إلي النيجر لمكافحة تهريب البشر والإرهاب. حيث تسيطر علي منطقة الساحل الأفريقي حاليًا 5 مجموعات إرهابية مسلحة شديدة الخطورة، ولديها صلات بتنظيم القاعدة وتنظيم »داعش»، في مقدمتهم بوكو حرام حركة أنصار الدين في مالي وبوكو وحركة الجهاد والتوحيد في غرب أفريقيا. وفي اكتوبر عادت حركة الشباب الصومالية إلي الواجهة من جديد من خلال مجموعة من الهجمات الدموية في الصومال باعلان مسئوليتها من خلال تفجيرات شديدة ضربت فنادق ومباني بالعاصمة مقديشو، وأسفرت عن مقتل اكثر من 230قتيلا.. وتخوض حركة الشباب قتالا منذ سنوات لإسقاط الحكومة المركزية في الصومال والسيطرة علي السلطة هناك. فما زالت الحركة تسيطر علي أجزاء كبيرة من الصومال وتشن هجمات منتظمة وتفجيرات في العاصمة مقديشو ومدن أخري ضد أهداف عسكرية ومدنية بالإضافة إلي تنفيذها هجمات في كينيا المجاورة. ورغم أن السلطات النيجيرية أعلنت عام 2009 أنها تمكنت من القضاء علي جماعة بوكو حرام الارهابية التابعة لتنظيم القاعدة بعد العمليات العنيفة التي قامت بها قوات الأمن النيجيرية ضدها والقبض علي زعيمها محمد يوسف وإعدامه في مركز الشرطة دون محاكمة، الا ان التطورات أثبتت العكس حيث مازالت المنظمة تتزعم عمليات ارهابية في شمال البلاد ويمثل المتشددون بالمنظمة تهديدا شديدا.