قبل 3 أعوام من الآن كان مستشفي شفاء الأورام مجرد مساحة من الكثبان الرملية في صحراء مدينة طيبة لم تمتد إليها الأيادي لاستغلالها في إقامة أي مشروع خدمي أو تنموي لتلبية احتياجات ومتطلبات المواطنين المتزايدة، وظلت هكذا حتي تنبه مسئولو الأقصر وعلي رأسهم المحافظ محمد سيد بدر إلي استغلال تلك المساحة في إنشاء مستشفي لعلاج مرضي الأورام في الصعيد بالمجان ويتم تنفيذه بالجهود الذاتية من قبل المؤسسات والجمعيات وإحدي شركات المقاولات، وبالفعل تم توفير الموارد المالية اللازمة لعملية البناء، وبعد أعمال المسح للتربة بدأت الشركة المنفذة للمشروع العمل بوتيرة متسارعة حتي تم الانتهاء من مباني المرحلة الأولي وبالأمس بدأ الافتتاح التجريبي للمرحلة الثانية بحضور المحافظ ورئيسي مؤسسة الشفاء لعلاج الأورام وجمعية الأورمان وقيادات الشركة المنفذة ومدير المستشفي الذين قاموا بتفقد أقسام هذه المرحلة وتضم غرفا للعمليات ووحدات للرعاية المركزة، المناظير الطبية، الغسيل الكلوي، الأشعة، الإقامة، بنك الدم ومركز للنظم والمعلومات. وقال المحافظ إنه منذ اليوم الأول لوضع حجر الأساس للمستشفي والمحافظة تدعم بكل قوة مراحل التنفيذ بكل الإمكانيات لتخفيف المعاناة وعبء السفر للقاهرة عن مرضي الصعيد.. أما المهندس حسام القباني رئيس مجلس إدارة جمعية الأورمان، فأكد أن افتتاح المرحلة الثانية سيكون بنهاية العام الجاري بعد إضافة 13 ألف متر مربع مبان وتشمل طابقين، الأول يضم قسما للعناية المركزة به 26 سريرا وآخر للعلاج الكيماوي يحتوي 54 كرسيا بالإضافة إلي الأقسام الداخلية والصيدلة الإكلينيكية، أما الطابق الثاني فيحوي 4 غرف للعمليات تضاهي نظيراتها بالمستشفيات الأوروبية والأمريكية وقسما للعناية المركزة بسعة 26 سريرا ووحدات للمناظير الطبية والغسيل الكلوي والإفاقة وبنك الدم، والباثولوجيا الجراحية، والأشعة الفلوروسكوبية والتخلص من النفايات الطبية، ومركز للنظم والمعلومات، كما يضم المستشفي قسما داخليا به 132 سريرا.. ويقول المهندس طارق الجمال رئيس مجلس إدارة شركة ردكون المنفذة للمشروع إنه تم الانتهاء من جميع التشطيبات المعمارية والتجهيزات الداخلية، وإنهاء شبكة التكييفات والكهرباء وطفايات الحريق وتم إعداد المستشفي بالمفروشات والمستلزمات اللازمة لإقامة المرضي، وهناك جهد يبذل من الجميع لإنهاء المشروع قبل نهاية الشهر الحالي. أما المهندس طارق فتحي العضو المؤسس لمؤسسة »تي إتش تي» المسئولة عن توريد الأجهزة والمعدات الطبية للمستشفي فقال: حرصنا علي استيراد أحدث الأجهزة في العالم من حيث المواصفات العلمية والخدمات والكفاءات والتقنية التي تستخدم في المستشفيات الأوروبية لتقديم خدمة طبية متميزة لأبناء الصعيد، ويقول د.هاني حسين مدير عام المستشفي: في بداية الأمر كان لدينا مخطط استراتيجي لمشروع المستشفي تم إعداده ليكون أحد أهم المراكز المتخصصة لعلاج الأورام ليس في مصر وحدها بل في منطقة الشرق الأوسط لتقديم أعلي مستوي من الخدمة بالمجان لمرضي الأورام في محافظاتجنوب الصعيد، وبالفعل تم تنفيذ المرحلة الأولي التي أقيمت علي مساحة 6 آلاف متر بتكلفة 111 مليون جنيه العام الماضي، وتجري الاستعدادات لافتتاح المرحلة الثانية بنهاية هذا العام بعد أن تم تجهيزها بجميع المعدات والأجهزة والمستلزمات الطبية استعدادا لاستقبال المرضي وقد قمنا بتوقيع العديد من بروتوكولات التعاون العلمي والطبي مع المعاهد والجامعات الطبية المتخصصة في علاج الأورام لتقديم الدعم والخبرة للمستشفي في مجال العلاج الإشعاعي والكيماوي، بالإضافة إلي الأطباء والاستشاريين بينها المعهد القومي للأورام وجامعة بريستول في بريطانيا وفي النهاية يوضح محمود فؤاد نائب مدير جمعية الأورمان الممول الرئيسي للمشروع أن الجمعية تعمل وفق منظومة مكتملة للارتقاء بمستوي شرائح المجتمع، خاصة غير القادرين منهم، وفي سبيل ذلك قدمت هديتها إلي أبناء الصعيد المتمثلة في مستشفي معالجة الأورام بالأقصر.