كتب مصطفي يونس وأحمد عبدالهادي: زهرة برئية انطفأ بريقها، فاضت روحها إلي بارئها دون أن تكمل عامها الأول، ليتجرع أهلها مرارة فقدانها في غمضة عين، انها الطفلة الرضيعة »مريم كريم»، نهش جسدها الصغير كلب مسعور في غفلة من والديها. عقارب الساعة كانت تشير إلي الثامنة مساء، الأب »حارس عقار» مشغول في عمله والأم تسابق الوقت لإنهاء الطعام داخل غرفتهما البسيطة بجراج بمنطقة حدائق القبة، تركت الأم رضيعتها نائمة وذهبت لإحضار زوجها لتناول العشاء، في تلك اللحظة تسلل كلب مسعور إلي داخل الجراج يبحث عن فريسة، شاهد الصغيرة وانقض عليها وأخذ ينهش وجهها وجسدها الضعيف، سمعت الأم صرخات طفلتها فهرولت تجاهها لتجد الكلب قد أكل وجهها وجزءاً كبيراً من جسدها الأخضر. الدماء المتدفقة من جسد الرضيعة أثار جنون الأم صرخت بأعلي صوتها »الحقوا مريم.. الحقوا مريم»، ثم سقطت مغشيا عليها، وأصيب الأب بصدمة شديدة ووقف مكانه عاجزاً عن مساعدة ابنته، تجمع الجيران وقتلوا الكلب الضال وقاموا بنقل الرضيعة للمستشفي لتلقي العلاج إلا أنها فارقت الحياة قبل وصولها، وأكد الأهالي أن الكلاب الضالة منتشرة بالمنطقة وأن هناك العديد من الأطفال تعرضوا لهجماتها دون تحرك للمسئولين.. انتقل المقدم تامر فراج رئيس مباحث حدائق القبة إلي مكان الواقعة وتم إخطار اللواء خالد عبدالعال مساعد الوزير لقطاع أمن القاهرة الذي أحال الواقعة للنيابة للتحقيق.