أقام السفير السعودي ندوة للمرشح المحتمل عمرو موسي لرئاسة الجمهورية، وتعد الندوة أول نشاط في صالون عنوانه »رياض النيل« وكان السفير السابق هشام الناظر يقيم صالونا اسبوعيا بعنوان »المقعد« حاضر فيه أبرز المفكرين والادباء، وقد دعيت إليه متحدثا. غير ان المقعد كان ثقافيا صرفا، فلم يتطرق إلي مناقشة اوضاع داخلية مصرية بعكس الصالون الجديد الذي دخل مباشرة في الانتخابات الرئاسية، وهذا يثير عدة ملاحظات مهمة، خاصة فحن نمر في وقت حساس يتم ارساء مباديء وقيم للمستقبل. أولا: هل يجوز لمرشح رئاسي ان يخاطب مواطنيه من خلال دولة اخري حتي لو كانت شقيقة؟ ان المملكة العربية السعودية حساسة جدا لمناقشة اوضاعها الداخلية، فهل يمكن السماح للسفير المصري بمناقشة ندوة تناقش مستقبل المملكة مثلا؟ ثانيا: ان اقرار مبدأ حديث المرشح للرئاسة في مصر من خلال السفارات يفتح بابا خطيراً للتدخل حتي بالايحاء، ولنتخيل ان اسرائيل تدعم شخصا مرشحا واقامت له ندوة، كيف سينظر المصريون إلي هذا الموضع؟ لعلها السابقة الاولي في تاريخنا التي يطرح فيها مرشح رئاسي نفسه عبر سفارة اجنبية. ثالثا: هل ينوي السفير السعودي اقامة ندوات اخري لجميع المرشحين بحيث تتساوي الفرص ولا توجد شبهة دعم السعودية لمرشح محدد. خاصة ان التداعيات لمثل هذه الندوة توحي أن السعودية تدعم عمرو موسي، هنا يحق لنا التساؤل عن نوعية الدعم؟ وعن الاثار المترتبة عليه في حالة نجاح المرشح المدعوم سعوديا، وتأثير ذلك علي سياسات الرئيس المحتمل في حالة وصوله إلي الحكم؟ رابعا: اننا في مرحلة جديدة وتجربة نرسي لها تقاليد، هل يجوز مخاطبة الشعب المصري من داخل السفارات حتي لو كانت لدول شقيقة؟ هل أصبح المنصب الرئاسي الرفيع لمصر معروضا من خلال السفارات؟ انها كارثة سياسية خطيرة علي الجميع، المرشح الذي قبل والسفير الذي دعا والقوي السياسية في مصر ولا أبالغ اذا قلت ان ذلك استباحة لمصر ولهيبتها والامر يحتاج وقفة.